[ ص: 739 ] الثانية : " إنما
nindex.php?page=treesubj&link=20819_26204الولاء لمن أعتق " يفيد الحصر ، أي : حصر المبتدأ في الخبر في الجملة الاسمية ، والفعل في الفاعل في الفعلية عند قوم خلافا لمنكري المفهوم ، وهو أولى .
الأولون : " إن " للإثبات و " ما " للنفي ; فأفادا مجتمعين ما أفادا منفردين ، وهو إثبات المذكور ، ونفي ما عداه . ولفهم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ذلك من :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1022136إنما الربا في النسيئة . وهو عربي فصيح .
والجواب : أن " ما " لها أقسام كثيرة ; فتخصيص هذه بالنافية منها تحكم ، ثم إن " ما " هذه هي الداخلة على إن وأخواتها كافة ; فلو كانت نافية لأفاد قول
امرئ القيس :
ولكنما أسعى لمجد مؤثل
نفي طلب المجد وهو مناقض لما قبله وبعده . ولاتحدت كيفية المستدرك والمستدرك منه بلكنما ، نحو : ما قام
زيد لكنما
عمرو قائم ، وهو باطل اتفاقا ، ولأن النحاة قالوا : دخلت " ما " على " إن " كما دخلت " إن " على " ما " في نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=76ما إن مفاتحه مقاصة . فالظاهر اتحادهما في الحرفية .
سلمنا ، لكن قولكم : " أفادا مجتمعين ما أفادا منفردين " ، منقوض بلولا ، وفهم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ذلك لعله لدليل خارج من قياس ، ونحوه ، على أن حديثه مرسل ; فلعل وهما دخله ، ومع تعارض الأدلة فلتكن للقدر المشترك ، وهو تأكيد الحكم المذكور لا لنفيه عما عداه .
[ ص: 739 ] الثَّانِيَةُ : " إِنَّمَا
nindex.php?page=treesubj&link=20819_26204الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " يُفِيدُ الْحَصْرَ ، أَيْ : حَصْرَ الْمُبْتَدَأِ فِي الْخَبَرِ فِي الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ ، وَالْفِعْلِ فِي الْفَاعِلِ فِي الْفِعْلِيَّةِ عِنْدَ قَوْمٍ خِلَافًا لِمُنْكِرِي الْمَفْهُومِ ، وَهُوَ أَوْلَى .
الْأَوَّلُونَ : " إِنَّ " لِلْإِثْبَاتِ وَ " مَا " لِلنَّفْيِ ; فَأَفَادَا مُجْتَمِعَيْنِ مَا أَفَادَا مُنْفَرِدَيْنِ ، وَهُوَ إِثْبَاتُ الْمَذْكُورِ ، وَنَفْيُ مَا عَدَاهُ . وَلِفَهْمِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ذَلِكَ مِنْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1022136إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ . وَهُوَ عَرَبِيٌّ فَصِيحٌ .
وَالْجَوَابُ : أَنَّ " مَا " لَهَا أَقْسَامٌ كَثِيرَةٌ ; فَتَخْصِيصُ هَذِهِ بِالنَّافِيَةِ مِنْهَا تَحَكُّمٌ ، ثُمَّ إِنَّ " مَا " هَذِهِ هِيَ الدَّاخِلَةُ عَلَى إِنَّ وَأَخَوَاتِهَا كَافَّةٌ ; فَلَوْ كَانَتْ نَافِيَةً لَأَفَادَ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
وَلَكِنَّمَا أَسْعَى لِمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ
نَفْيَ طَلَبِ الْمَجْدِ وَهُوَ مُنَاقِضٌ لِمَا قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ . وَلَاتَّحَدَتْ كَيْفِيَّةُ الْمُسْتَدْرَكِ وَالْمُسْتَدْرَكِ مِنْهُ بِلَكِنَّمَا ، نَحْوَ : مَا قَامَ
زَيْدٌ لَكِنَّمَا
عَمْرٌو قَائِمٌ ، وَهُوَ بَاطِلٌ اتِّفَاقًا ، وَلِأَنَّ النُّحَاةَ قَالُوا : دَخَلَتْ " مَا " عَلَى " إِنَّ " كَمَا دَخَلَتْ " إِنَّ " عَلَى " مَا " فِي نَحْوِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=76مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ مُقَاصَّةً . فَالظَّاهِرُ اتِّحَادُهُمَا فِي الْحَرْفِيَّةِ .
سَلَّمْنَا ، لَكِنَّ قَوْلَكُمْ : " أَفَادَا مُجْتَمِعَيْنِ مَا أَفَادَا مُنْفَرِدَيْنِ " ، مَنْقُوضٌ بِلَوْلَا ، وَفَهْمُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ذَلِكَ لَعَلَّهُ لِدَلِيلٍ خَارِجٍ مِنْ قِيَاسٍ ، وَنَحْوِهُ ، عَلَى أَنَّ حَدِيثَهُ مُرْسَلٌ ; فَلَعَلَّ وَهْمًا دَخَلَهُ ، وَمَعَ تَعَارُضِ الْأَدِلَّةِ فَلْتَكُنْ لِلْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ ، وَهُوَ تَأْكِيدُ الْحُكْمِ الْمَذْكُورِ لَا لِنَفْيِهِ عَمَّا عَدَاهُ .