الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت وجوب إنذارهم بالدعوة قبل قتالهم أنفسهم ما تضمنته دعوتهم ثلاثة أقسام :

                                                                                                                                            أحدها : ما هم فيه محجوجون بعقولهم دون السمع ، وهو معجزات الرسل وحججهم الدالة على صدقهم في الرسالة .

                                                                                                                                            والقسم الثاني : ما هم فيه محجوجون بالسمع دون العقل ، وهو ما تضمنه التكليف من أمر ونهي .

                                                                                                                                            والقسم الثالث : ما اختلف فيه وهو التوحيد ، هل هم فيه محجوجون بالعقل أو بالسمع ، على وجهين لأصحابنا مع تقدم خلاف المتكلمين فيه :

                                                                                                                                            أحدهما : - وهو قول أبي علي بن أبي هريرة - وزعم أنه من الظاهر من مذهب الشافعي - أنهم محجوجون فيه بالعقل دون السمع كالقسم الأول .

                                                                                                                                            [ ص: 214 ] والوجه الثاني : - وهو قول أبي حامد الإسفراييني ، وزعم أنه الظاهر من مذهب الشافعي - أنهم محجوجون فيه بالسمع وإن وصلوا إلى معرفته بالعقل ، وبالوجه الأول قال أكثر البصريين ، وبالوجه الثاني قال أكثر البغداديين ، وهذان الوجهان مبنيان على اختلاف وجهي أصحابنا في التكليف هل اقترن بالعقل ، أو تعقبه ؟ فمن زعم أنه اقترن بالعقل جعلهم محجوجين في التوحيد بالعقل دون السمع ، ومن زعم أنه تعقب العقل جعلهم محجوجين بالسمع دون العقل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية