الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا تقرر توجيه القولين فإن قيل بالأول : إنهم لا يقتلون كانوا كالأسير إذا أسلم ، فهل يرقون أو يكون الإمام فيهم على خياره ؟ بين ثلاثة أحكام : أن يسترقهم ، أو يفادي بهم ، أو يمن عليهم على ما ذكرناه من القولين ، وإن قيل بالقول الثاني : إنهم يقتلون كانوا كالأسرى إذا لم يسـلموا ، فيكون الإمام فيهم على خياره بين أربعة أحكام : أن يقتل ، أو يسترق ، أو يفادي ، أو يمن ، فأما الأجراء فإنهم يقتلون قولا واحدا ، ويكون الإمام فيهم على خياره بين الأحكام الأربعة : لأنهم أعوان علينا أو مقاتلة لنا . فإن قيل : فقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن قتل العسفاء والوصفاء ، والعسفاء : الأجزاء . والوصفاء : جمع وصيف ، قيل : إنما نهى عن قتلهم لئلا يقع التشاغل بهم عن قتل المقاتلة : لأنهم أذل نفوسا ، وأقل نكاية ، وأنهم لا يفوتون إن هربوا ، ولا يمتنعون إن طلبوا ، وعلى مثل هذا حمل نهي أبي بكر - رضي الله عنه - عن قتل أصحاب الصوامع .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية