الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " ولو ضرب فسطاطا وآوى فيه متاعه فاضطجع ، فسرق الفسطاط والمتاع من جوفه قطع : لأن اضطجاعه حرز له ولما فيه ، إلا أن الأحراز تختلف فيحرز كل بما تكون العامة تحرز مثله " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا نوع رابع من الأحراز وهو إذا حط المسافر متاعه في سفره في منزل استراحة فضرب فسطاطا أو خيمة من جلود أو شعر أو خرق ، فشد أطنابه وأرسى أوتاده ، كان هذا حرزا للفسطاط إذا كان صاحبه يراه ، سواء كان فيه أو خارجا منه ، فإن سرق هذا الفسطاط قطع سارقه ، فإن أحرز في الفسطاط متاعه لم يكن المتاع محرزا إلا أن يكون صاحبه معه في الفسطاط مضطجعا عليه إن كان نائما ، أو ناظرا إليه إن كان مستيقظا ، فإن سرق من المتاع وهو على هذه الصفة والفسطاط قطع سارقه : لأن ما كان حرزا لغيره كان حرزا لنفسه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية