الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإذا قال لها في مرضه : إن صليت فأنت طالق ، أو قال لها : إن صمت فأنت طالق فصلت وصامت نظر ، إن فعلت ذلك تطوعا طلقت ولا ميراث لها : لأنها تجد من ترك التطوع بالصلاة والصيام بدا ، فصارت مختارة للطلاق ، فلم ترث ، وإن صلت وصامت فرضا طلقت ولها الميراث ، لأنها لا تجد من فرض الصلاة والصيام بدا ، فلم تصر مختارة للطلاق .

                                                                                                                                            ولو قال لها : إن كلمت أبويك فأنت طالق ، فكلمتهما طلقت مكانها ، ولها الميراث : لأنها لا تجد من كلام أبويها بدا لأن ترك كلامهما معصية ، وإن علق طلاقها بكلام غيرهما من أهلها وأقاربها ، طلقت ، ولم ترث لأنها تجد من كلام غيرهما بدا ، وقال الحسن بن زياد اللؤلؤي : إن كلمت ذا محرم ورثت كالأبوين وإن كلمت غير ذي محرم لم ترث ولا فرق بينهما عندنا لما ذكرناه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية