الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رحمه الله : " ولو قال أنت طالق طلاقا فهي واحدة كقوله طلاقا حسنا " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا صحيح ، لأن قوله طلاقا مصدر مشتق من اسم الطلاق ولا مدخل له في زيادة العدد كما قال الله تعالى : وكلم الله موسى تكليما [ النساء : 164 ] . ولأن قوله طلاقا صفة لقوله أنت طالق ، فجرى مجرى قوله طلاقا حسنا ، وهكذا أنت طالق تطليقا لم يلزمه إلا واحدة ، وهذا كله ما لم تكن له نية في زيادة العدد .

                                                                                                                                            فإن أراد بقوله : أنت طالق طلاقا أو أنت طالق تطليقا ثنتين لزمه ثنتان ، وإن أراد به ثلاثا ، لزمه ثلاث ، لأنه لو أراد بمجرد قوله : أنت طالق ، ثنتين أو ثلاثا لزمه ما [ ص: 225 ] أراد ، وكذلك إذا قال : أنت طالق طلاقا ، وهذا مما وافق عليه أبو حنيفة وإن خالف في اقتصاره على قوله : أنت طالق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية