الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ولو كلمت زيدا وهي نائمة ، لم يحنث لأن كلام النائم هذيان ، وهكذا لو كلمته وهي مجنونة فلا حنث عليه ، أو في إغماء قد أطبق لم يحنث : لأنه لا يكون ذلك منها في العرف كلاما ولو كلمته وهي سكرانة لا تعقل ، فإن كان سكر غير معصية لم يحنث كالإغماء ، وإن كان سكر معصية حنث ، لأن طلاق السكران واقع ، كطلاق الصاحي ، وإن خرج قول آخر في طلاق السكران أنه لا يقع لم يحنث هاهنا ، ولو كلمته ناسية حنث على مذهب البصريين ، وعند البغداديين على قولين ولو كلمته مكرهة كان في حنثه على مذهب البغداديين قولان ومن البصريين من وافقهم على تخريج القولين هاهنا : لأن ما لا يقصد من الكلام ليس بكلام ، فجرى مجرى هذيان النائم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية