الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        قال : ( ومن ارتث غسل ) وهو من صار خلقا في حكم الشهادة لنيل مرافق الحياة ، لأن بذلك يخف أثر الظلم ، فلم يكن في معنى شهداءأحد . [ ص: 370 - 371 ] ( والارتثاث : أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يداوى أو ينقل من المعركة حيا ) لأنه نال بعض مرافق الحياة ، وشهداء أحد ماتوا عطاشا ، والكأس تدار عليهم ، فلم يقبلوا خوفا من نقصان الشهادة ، إلا إذا حمل من مصرعه كي لا تطأه الخيول ; لأنه ما نال شيئا من الراحة ، ولو آواه فسطاط أو خيمة كان مرتثا ، لما بينا ( ولو ) ( بقي حيا حتى مضى وقت صلاة وهو يعقل ) ( فهو مرتث ) لأن تلك الصلاة صارت دينا في ذمته ، وهو من أحكام الأحياء ، قال : وهذا مروي عن أبي يوسف رحمه الله ، ولو أوصى بشيء من أمور الآخرة كان ارتثاثا عند أبي يوسف رحمه الله ، لأنه ارتفاق ، وعند محمد رحمه الله لا يكون ، لأنه من أحكام الأموات .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        وقوله : وشهداء أحد ماتوا عطاشا ، والكأس تدار عليهم ، خوفا من نقصان [ ص: 372 ] الشهادة ، قلت : روى البيهقي في " شعب الإيمان " في الباب الثاني والعشرين منه ، أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عثمان ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عمر بن سعيد بن أبي حسنين ، حدثني ابن سابط . وغيره عن أبي جهم بن حذيفة العدوي ، قال : انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي ، ومعي شنة من ماء ، فقلت : إن كان به رمق سقيته من الماء ، ومسحت به وجهه ، فإذا به ينشع ، فقلت : أسقيك ؟ فأشار : أن نعم ، فإذا رجل ، يقول : آه ، فأشار ابن عمي : أن انطلق به إليه ، فإذا هو هشام بن العاص أخو عمرو بن العاص ، فأتيته ، فقلت : أسقيك ؟ فسمع آخر ، يقول آه ، فأشار هشام : أن انطلق به إليه ، فجئت ، فإذا هو قد مات ، فرجعت إلى هشام ، فإذا هو قد مات ، فرجعت إلى ابن عمي ، فإذا هو قد مات . انتهى .

                                                                                                        وحدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن العمري ثنا محمد بن العباس ثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبو يونس القشيري حدثني حبيب بن أبي ثابت ، أن الحارث بن هشام . وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة أثبتوا يوم اليرموك ، فدعا الحارث بماء يشربه فنظر إلى عكرمة ، فقال : ارفعوه إلى عكرمة ، فرفعوه إليه ، فنظر إليه عياش ، فقال عكرمة : ارفعوه إلى عياش ، فما وصل إلى عياش ، ولا إلى أحد منهم ، حتى ماتوا وما ذاقوا ، انتهى .

                                                                                                        وهذا رواه الطبراني في " معجمه " حدثنا موسى بن زكريا التستري حدثنا شباب العصفري ثنا أبو وهب السهمي عن أبي يونس القشيري به سندا ومتنا




                                                                                                        الخدمات العلمية