الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( وأول وقت العشاء إذا غاب الشفق ، وآخر وقتها ما لم يطلع الفجر الثاني ) لقوله عليه الصلاة والسلام : " { وآخر وقت العشاء حين يطلع الفجر }وهو حجة على الشافعي رحمه الله تعالىفي تقديره بذهاب ثلث الليل .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        { الحديث العاشر } : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { وآخر وقت العشاء حين يطلع الفجر }" ، قلت : غريب أيضا ، وتكلم الطحاوي في " شرح الآثار " : هاهنا كلاما حسنا ، ملخصه أنه قال : يظهر من مجموع الأحاديث أن آخر وقت العشاء حين يطلع الفجر ، وذلك أن ابن عباس ، وأبا موسى ، وأبا سعيد الخدري رووا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرها إلى ثلث الليل .

                                                                                                        وروى أبو هريرة ، وأنس أنه أخرها حتى انتصف الليل ، وروى ابن عمر أنه أخرها حتى ذهب ثلث الليل ، وروت عائشة أنه أعتم بها حتى ذهب عامة الليل ، وكل هذه [ ص: 333 ] الروايات في " الصحيح " ، قال : فثبت بهذا أن الليل كله وقت لها ، ولكنه على أوقات ثلاثة ، فأما من حين يدخل وقتها إلى أن يمضي ثلث الليل ، فأفضل وقت صليت فيه ، وأما بعد ذلك إلى أن يتم نصف الليل ، ففي الفضل دون ذلك ، وأما بعد نصف الليل فدونه ، ثم ساق بسنده عن نافع بن جبير ، قال : كتب عمر إلى أبي موسى : وصل العشاء أي الليل شئت ، ولا تغفلها ، ولمسلم في قصة التعريس عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط أن يؤخر صلاة حتى يدخل وقت الأخرى } ، فدل على بقاء الأولى إلى أن يدخل وقت الأخرى ، وهو طلوع الفجر الثاني انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية