الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        قال : ( فإن لم تطق ما وضع عليها نقصهم الإمام ) ، والنقصان عند قلة الريع جائز بالإجماع ; ألا ترى إلى قول عمر رضي الله عنه : لعلكما حملتما الأرض ما لا تطيق ؟ فقالا : لا ، بل حملناها ما تطيق ولو زدنا لأطاقت ; وهذا يدل على جواز النقصان . [ ص: 321 ] وأما الزيادة عند زيادة الريع يجوز عند محمد رحمه الله اعتبارا بالنقصان . وعند أبي يوسف رحمه الله لا يجوز ، لأن عمر رضي الله عنه لم يزد حين أخبر بزيادة الطاقة . .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : لعلكما حملتما الأرض ما لا تطيق ؟ فقالا : بل حملناها ما تطيق ; قلت : أخرجه البخاري في " صحيحه في كتاب فضائل الصحابة في باب البيعة لعثمان " عن عمرو بن ميمون ، قال : رأيت عمر بن الخطاب قبل أن يصاب بأيام بالمدينة ، وقف على حذيفة ، وعثمان بن حنيف ، قال : كيف فعلتما : أتخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق ؟ قالا : حملناها أمرا هي له مطيقة ما فيها كبير فضل ، قال : أنظرا أن تكونا حملتماها ما لا تطيق ؟ قالا : لا . فقال عمر لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي ، قال : فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب ; الحديث بطوله ، وهو حديث مقتل عمر بن الخطاب ، وبيعة عثمان .

                                                                                                        [ ص: 321 ] قوله : روي أن عمر لم يزد حين أخبر لزيادة الطاقة ; قلت : تقدم في الحديث قبله ، وروى عبد الرزاق في " مصنفه في كتاب أهل الكتاب " أخبرنا معمر عن علي بن الحكم البناني عن محمد بن زيد عن إبراهيم ، قال : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ، فقال : أرض كذا وكذا يطيقون من الخراج أكثر مما عليهم ، فقال : ليس إليهم سبيل انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية