( ومن عتق نصف الجارية والغلام عبد ) لأن كل واحد منهما تعتق في حال ، وهو ما إذا ولدت الغلام أول مرة الأم بالشرط والجارية لكونها تبعا لها إذ الأم حرة حين ولدتها وترق في حال وهو ما إذا ولدت الجارية أولا لعدم الشرط فيعتق نصف كل واحدة منهما وتسعى في النصف . قال لأمته إن كان أول ولد تلدينه غلاما فأنت حرة فولدت غلاما وجارية ، ولا يدرى أيهما ولد أولا
أما الغلام يرق في الحالين ، فلهذا يكون عبدا ، وإن فالقول قوله مع اليمين لإنكاره شرط العتق ، فإن حلف لم يعتق واحد منهم ، وإن نكل عتقت الأم والجارية ; لأن دعوى الأم حرية الصغيرة معتبرة لكونها نفعا محضا فاعتبر النكول في حق حريتهما فعتقا ، ولو كانت الجارية كبيرة ولم تدع شيئا والمسألة بحالها عتقت الأم بنكول المولى خاصة دون الجارية ، لأن دعوى الأم غير معتبرة في حق الجارية [ ص: 30 ] الكبيرة ، وصحة النكول تبتنى على الدعوى فلم يظهر في حق الجارية ، ولو كانت الجارية الكبيرة هي المدعية لسبق ولادة الغلام والأم ساكتة يثبت عتق الجارية بنكول المولى دون الأم لما قلنا ، والتحليف على العلم فيما ذكرنا ; لأنه استحلاف على فعل الغير وبهذا القدر يعرف ما ذكرنا من الوجوه في كفاية المنتهى . ادعت الأم أن الغلام هو المولود أولا وأنكر المولى ، والجارية صغيرة