الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 1157 ] 1600 - وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10358887nindex.php?page=treesubj&link=32875_33187_32061لا يتمنين أحدكم الموت من ضر ) أصابه ، فإن كان لا بد فاعلا فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي " . متفق عليه .
1600 - ( وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=10358892لا يتمنين أحدكم الموت من ضر بضم الضاد وتفتح أي : من أجل ضرر مالي أو بدني . ( أصابه ) فإنه يدل على الجزع في البلاء ، وعدم الرضا بالقضاء . ( فإن كان ) أي : أحدكم . ( لا بد ) أي : ألبتة ولا محالة ، ولا فراق . ( فاعلا ) أي : مريدا أن يتمنى الموت فلا يطلب الموت مطلقا ، بل ليقيده تفويضا وتسليما . ( فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة ) مدة بقائها . ( خيرا لي ) أي : من الموت ، وهو أن تكون الطاعة غالبة على المعصية والأزمنة خالية عن الفتنة والمحنة . ( وتوفني ) أي : أمتني . ( إذا كانت الوفاة ) وفي نسخة صحيحة : إذا كان الوفاة أي : الممات . ( خيرا لي ) أي : من الحياة بأن يكون الأمر عكس ما تقدم ، وفي بعض الروايات زيادة : nindex.php?page=hadith&LINKID=10358893واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر . ( متفق عليه ) قال ميرك : ورواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وقد أفتى النووي : أنه لا يكره nindex.php?page=treesubj&link=32875تمني الموت لخوف فتنة دينية ، بل قال : إنه مندوب ، ونقل عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز ، وغيرهما . وكذا يندب nindex.php?page=treesubj&link=32875تمني الشهادة في سبيل الله ) ; لأنه صح عن عمر وغيره ، بل صح عن معاذ : أنه تمناه في طاعون عمواس ، ومنه يؤخذ تمني الشهادة ولو بنحو طاعون . وفي مسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=10358894من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه . ويندب أيضا nindex.php?page=treesubj&link=32875تمني الموت ببلد شريف لما في البخاري : أن عمر - رضي الله عنه - قال : اللهم ارزقني شهادة في سبيلك ، واجعل موتي ببلد رسولك . فقالت بنته حفصة : أنى يكون هذا ؟ فقال : يأتي به الله إذا شاء أي : وقد فعل فإن قاتله كافر مجوسي .