الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1102 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقيموا الصفوف ، وحاذوا بين المناكب ، وسدوا الخلل ، ولينوا بأيدي إخوانكم ، ولا تذروا فرجات الشيطان ، ومن وصل صفا وصله الله ، ومن قطعه قطعه الله " . رواه أبو داود وروى النسائي منه قوله : " ومن وصل صفا " إلى آخره .

التالي السابق


1102 - ( وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقيموا الصفوف ) أي : عدلوها وسووها ( وحاذوا بين المناكب ) بعدم الاختلاف في المواقف أو بالتقارب ( وسدوا الخلل ) أي : الفرجة في الصفوف ( ولينوا ) أي : كونوا لينين هينين منقادين ( بأيدي إخوانكم ) أي : إذا أخذوا بها ليقدموكم أو يؤخروكم ، حتى يستوي الصف لتنالوا فضل المعاونة على البر والتقوى ، ويصح أن يكون المراد لينوا بيد من يجركم من الصف ، أي : وافقوه وتأخروا معه لتزيلوا عنه وصمة الانفراد التي أبطل بها بعض الأئمة ، وجاء في مرسل عند أبي داود : " إن جاء فلم يجد خللا أو أحدا فليختلج إليه رجلا من الصف ، فليقم معه ، فما أعظم أجر المختلج " ، وذلك لأنه بنيته محصل له فضيلة ما فات عليه من الصف مع زيادة من الأجر الذي هو سبب تحصيل فضيلة للغير . ( ولا تذروا ) أي : لا تتركوا ( فرجات الشيطان ) أي : الجني والإنسي ، والفرجات : بضم الفاء والراء جمع فرجة بسكون الراء . ( ومن ) . وفي نسخة صحيحة : فمن ( وصل صفا ) : بالحضور فيه وسد الخلل منه ( وصله الله ) أي : برحمته ( ومن قطعه ) أي : بالغيبة ، أو بعدم السد ، أو بوضع شيء مانع . ( قطعه الله ) أي : من رحمته الشاملة وعنايته الكاملة ، وفيه تهديد شديد ووعيد بليغ ، ولذا عده ابن حجر من الكبائر في كتابه الزواجر رواه أبو داود ) قال ميرك : ورواه أحمد أيضا ، أي : الحديث بكماله . ( وروى النسائي ) : قال ميرك : وابن خزيمة كذلك ( منه ) أي : من الحديث ( قوله ) : عليه السلام مفعول روى ( ومن وصل صفا " إلى آخره ) : بيان المقول ، أي : لا صدر الحديث .

[ ص: 855 ]



الخدمات العلمية