الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5780 - وعن عبد الله بن سرجس ، رضي الله عنه ، قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأكلت معه خبزا ولحما - أو قال : ثريدا - ثم درت خلفه ، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى ، جمعا ، عليه خيلان كأمثال الثآليل . رواه مسلم .

التالي السابق


5780 - ( وعن عبد الله بن سرجس ) : بالسينين المهملتين وبينهما جيم بوزن نرجس ، كذا في أسماء الرجال للمؤلف ، ونرجس على ما في القاموس بكسر النون ، وفتحها معروف ، ذكره في ر . ج . س ، فالنون زائدة فيفيد كونه غير منصرف على ما في بعض النسخ ، والمعتمد ما في بعضها من فتح النون وسكون الراء وكسر الجيم مصروفا ، وهو المطابق لما في المعنى ، وفي نسخة بفتح الجيم وما رأيت له وجها . ( قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأكلت معه خبزا ولحما - أو قال ثريدا ) : شك في اللفظ واتحاد في المعنى ، أو اختلاف في المراد ، وقد جاء في رواية أبي داود والحاكم عن ابن عباس ، أنه - صلى الله عليه وسلم - كان أحب الطعام إليه الثريد من الخبز ، والثريد من الحيس . ( ثم درت خلفه ، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى ) ، بكسر المعجمة الأولى أعلى الكتف ، وقيل : عظم رقيق على طرفها ، كذا في النهاية ، وتبعه ابن الملك ، وقال شارح : الناغض الغضروف هو ما لان من العظم ، وقيل : أصل العنق ، وقيل ما ارتفع من الكتف وهو أعلاه ، ولا اختلاف بين هذا وبين ما هو المشهور من أنه بين كتفيه ، لأنه محتمل أنه وجده كذلك ، والقول المشهور لا يدل على كونه بينهما على السواء ، بل يحتمل أن يكون بينهما على التفاوت من إحدى الجانبين ، أو كان على [ ص: 3699 ] السواء ، وخيل إليه أنه إلى اليسرى أقرب ، وكذلك القول في من روي عنه أنه عند كتفه اليمنى ( جمعا ) : بضم الجيم ، ففي النهاية الجمع : هو أن تجمع الأصابع وتضمها يقال : ضربه بجمع كفه بضم الجيم اه . وأما ضم الميم فغلط من الراوي ، كذا ذكره بعضهم ، وفي المصابيح جميعا أي : مجموعا .

قال الإمام التوربشتي : إني لا أحققه في رواية ، والأشبه أنه غلط من الكاتب ، وفي كتاب مسلم مثل الجمع بضم الجيم ، وهو الكف حين تقبضها ، ويؤيده ما ورد في صفة خاتم النبوة كالكف ، وفي كتاب مسلم من طريق أخرى : جمعا أي : كجمع فنصبه بنزع الخافض . قال ابن الملك : ويروى بفتح الجيم فنصبه على أنه حال ، أي : نظرت إليه مجموعا أي : مجتمعا . قال النووي : وظاهر قوله هنا الهيئة ليوافق قوله : مثل بيضة الحمام . ( عليه ، خلان ) : بكسر أوله جمع خال ، وهي نقطة تضرب إلى السواد ، وفي النهاية : وهو الشامة في الجسد ( كأمثال الثآليل ) . بفتح المثلثة وبمد الهمزة وكسر اللام الأولى ، جمع ثؤلول بضم الثاء وسكون الهمزة خراج صلب يخرج على الجسد له نتو واستدارة ، وفي النهاية : وهو هذه الحبة التي تظهر في الجسد مثل الحمصة فما دونها ، وبالفارسية زخ بفتح الزاي وسكون الخاء المعجمة . ( رواه مسلم ) .




الخدمات العلمية