2304 - ذكر إسلام بعد عتقه صهيب بن سنان
5751 - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا محمد بن عمر قال : " صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن [ ص: 489 ] عامر ، وكان أبوه سنان بن مالك عاملا لكسرى على الأبلة ، وكانت منازلهم بأرض الموصل في قرية على شط الفرات ، مما يلي الجزيرة والموصل ، فأغارت الروم على تلك الناحية فسبي صهيب وهو غلام صغير ، قال عمه :
أنشد بالله الغلام النمري دج به الروم وأهلي بالنبي
قال : والنبي اسم القرية التي كان بها أهله ، فنشأ صهيب بالروم فابتاعته منهم كلب ، ثم قدمت به مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي فأعتقه ، فأقام معه بمكة حتى هلك عبد الله بن جدعان وبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم .قال : فحدثني ابن عمر عبد الله بن أبي عبيدة ، عن أبيه ، قال : قال : " لقيت عمار بن ياسر على باب صهيب بن سنان دار الأرقم ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها ، فقلت له : ما تريد ؟ فقال لي : ما تريد أنت ؟ فقلت : أردت أن أدخل على محمد ، فأسمع كلامه ، قال : وأنا أريد ذلك فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ونحن مستخفون .
قال : وحدثني ابن عمر عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف ، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : " قدم آخر الناس في الهجرة إلى المدينة علي ، وذلك للنصف من ربيع الأول ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصهيب بن سنان بقباء لم يرم بعد ، صهيب بدرا ، وأحدا ، والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول جميعهم . وشهد
قال : وحدثني ابن عمر أبو حذيفة - رجل من ولد صهيب - ، عن أبيه ، عن جده قال : " توفي صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة بالمدينة ، ودفن بالبقيع ، وكان يكنى أبا يحيى .