الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            5728 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا أبو الجواب ، ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن عمران بن أبي الجعد ، عن الأشتر قال : ابتدأنا خالد بن الوليد من غير أن أسأله ، قال : ما أتى علي يوم قط كان أعظم علي من شأن عمار ، لما كان يوم بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أناس من أصحابه وأمرني عليهم ، وكان في القوم عمار ، فأصبنا قوما فيهم أهل بيت من المسلمين ، فكلمني فيهم عمار وناس من المسلمين قالوا : خل سبيلهم ، قلت : لا والله لا أفعل حتى يراهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيرى فيهم رأيه ، فغضب علي عمار ، فلما قدمت استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو يستخبرني وأنا أحدثه فاستأذن عمار ، فأذن له فدخل عمار ، فقال : يا رسول الله ، ألم تر خالدا فعل كذا وفعل كذا فقلت : يا رسول الله ، أما والله لولا مجلسك ما سبني ابن سمية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " يا عمار اخرج " فخرج عمار وهو يبكي ويقول : ما نصرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خالد ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ألا أجبت الرجل " قلت : ما منعني أن أجبته إلا محقرة له ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : " إنه من يبغض عمارا يبغضه الله ، ومن يسب عمارا يسبه الله ، ومن يحقر عمارا يحقره الله " فخرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلم أزل أطلب إلى عمار حتى استغفر لي .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية