( تاسعها ) لا بد من معرفة أصول مذاهب الأئمة القراء في الوقف والابتداء ليعتمد في قراءة كل مذهبه ، فنافع كان يراعي محاسن الوقف والابتداء بحسب المعنى كما ورد عنه النص بذلك ، وابن كثير روينا عنه نصا أنه كان يقول : إذا وقفت في القرآن على قوله تعالى : ( وما يعلم تأويله إلا الله على قوله : وما يشعركم ، وعلى إنما يعلمه بشر ) لم أبال بعدها وقفت أم لم أقف . وهذا يدل أنه يقف حيث ينقطع نفسه ، وروى عنه الإمام الصالح أبو الفضل الرازي أنه كان يراعي الوقف على رءوس الآي مطلقا ، ولا يتعمد في أوساط الآي وقفا سوى هذه الثلاثة المتقدمة ، وأبو عمرو فروينا عنه أنه كان يتعمد الوقف على رءوس الآي ويقول هو أحب إلي ، وذكر عنه الخزاعي أنه كان يطلب حسن الابتداء ، وذكر عنه أبو الفضل الرازي : أنه يراعي حسن الوقف ، وعاصم ذكر عنه أبو الفضل الرازي أنه كان يراعي حسن الابتداء ، وذكر الخزاعي أن عاصما كانا يطلبان الوقف من حيث يتم الكلام ، والكسائي وحمزة اتفقت الرواة عنه أنه كان يقف بعد انقطاع النفس ، فقيل ; لأن قراءته التحقيق والمد الطويل فلا يبلغ نفس القارئ إلى وقف التمام ، ولا إلى الكافي وعندي أن ذلك من أجل كون القرآن عنده كالسورة الواحدة فلم يكن يتعمد وقفا معينا ; ولذلك آثر وصل السورة بالسورة ، فلو كان من أجل التحقيق لآثر القطع على آخر السورة ، والباقون من القراء كانوا يراعون حسن الحالتين وقفا وابتداء ، وكذا حكى عنهم غير واحد منهم الإمامان أبو الفضل الخزاعي والرازي رحمهما الله تعالى .