( ثانيها ) ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء ، أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفا وابتداء ينبغي أن يتعمد الوقف عليه ، بل ، وذلك نحو الوقف على ينبغي تحري المعنى الأتم والوقف الأوجه وارحمنا أنت ، والابتداء مولانا فانصرنا على معنى النداء ونحو ثم جاءوك يحلفون ثم الابتداء بالله إن أردنا ونحو وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك ثم الابتداء بالله إن الشرك على معنى القسم ، ونحو فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح ونحو فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا ويبتدأ عليه أن يطوف بهما ، وعلينا نصر المؤمنين بمعنى واجب أو لازم ، ونحو الوقف على وهو الله والابتداء في السماوات وفي الأرض وأشد قبحا من ذلك الوقف على في السماوات والابتداء وفي الأرض يعلم سركم ونحو الوقف على ما كان لهم الخيرة مع وصله بقوله : ويختار على أن : " ما " موصولة ، ومن ذلك قول بعضهم في عينا فيها تسمى سلسبيلا [ ص: 232 ] أن الوقف على تسمى أي : عينا مسماة معروفة ، والابتداء ( سل سبيلا ) هذه جملة أمرية ، أي : اسأل طريقا موصلة إليها ، وهذا مع ما فيه من التحريف يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة ، ومن ذلك الوقف على لا ريب والابتداء فيه هدى للمتقين ، وهذا يرده قوله تعالى : في سورة السجدة لا ريب فيه من رب العالمين ، ومن ذلك تعسف بعضهم ، إذ وقف على وما تشاءون إلا أن يشاء ويبتدئ الله رب العالمين ويبقي " يشاء " بغير فاعل ، فإن ذلك وما أشبهه تمحل وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق .