وأما وجملتها بما فيه أصلي وإضافي ست وثمانون ياء كما قدمنا ذكرنا منه ياء واحدة استطرادا ، وهي : الياءات المحذوفة من رءوس الآي
يسري في الفجر . بقي خمس وثمانون ياء أثبت الياء في جميعها يعقوب في الحالين على أصله . ووافقه غيره في ست عشرة كلمة ، وهي دعاء ، و التلاق ، و التناد ، و أكرمن ، و أهانن ، و بالواد ، و المتعال ، و وعيد و نذير ، و نكير ، و يكذبون ، و ينقذون ، و لتردين ، و فاعتزلون ، و ترجمون ونذر .
أما دعاء ، وهو في إبراهيم فوافقه في الوصل أبو عمرو وحمزة ، ووافقه وورش البزي في الحالين ، واختلف عن ، فروى عنه قنبل ابن مجاهد الحذف في الحالين ، وروى عنه الإثبات في الوصل والحذف في الوقف هذا الذي هو من طرق كتابنا . وقد ورد عن ابن شنبوذ ابن مجاهد مثل ، وعن ابن شنبوذ الإثبات في الوقف أيضا ذكره ابن شنبوذ الهذلي ، وقال : هو تخليط .
( قلت ) : وبكل من الحذف والإثبات قرأت عن وصلا ، ووقفا ، وبه آخذ والله تعالى أعلم . قنبل
وأما التلاق ، و التناد ، وهما في غافر فوافقه في الوصل ورش وابن وردان . ووافقه في الحالين ابن كثير . وانفرد أبو الفتح فارس بن أحمد من قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه عن بالوجهين الحذف والإثبات في الوقف وتبعه في ذلك قالون الداني من قراءته عليه وأثبته في التيسير كذلك فذكر الوجهين جميعا عنه وتبعه الشاطبي على ذلك ، وقد خالف عبد الباقي في هذين سائر الناس ، ولا أعلمه ورد من طريق من الطرق عن أبي نشيط ، ولا الحلواني ، بل ولا عن أيضا في طريق إلا من طريق قالون أبي مروان عنه ، وذكره الداني في جامعه عن العثماني أيضا وسائر الرواة عن
[ ص: 191 ] على خلافه قالون كإبراهيم وأحمد بني قالون وإبراهيم بن دازيل وأحمد بن صالح وإسماعيل القاضي والحسن بن علي الشحام والحسين بن عبد الله المعلم وعبد الله بن عيسى المدني وعبيد الله بن محمود العمري ومحمد بن عبد الحكم ومحمد بن هارون المروزي ومصعب بن إبراهيم والزبير بن محمد الزبيري ، و عبد الله بن فليح ، وغيرهم .
وأما أكرمن و أهانن ، وهما في الفجر فوافقه على إثبات الياء فيهما وصلا نافع وأبو جعفر ، وفي الحالين البزي . واختلف عن أبي عمرو فذهب الجمهور عنه إلى التخيير ، وهو الذي قطع به في الهداية والهادي ، والتلخيص ، والكامل ، وقال فيه : وبه قال الجماعة ، وعول للطبري ، الداني على حذفهما ، وكذلك الشاطبي ، وقال في التيسير : وخير فيهما أبو عمرو وقياس قوله في رءوس الآي يوجب حذفهما ، وبذلك الوصل والمشهور عنه بالحذف . وقطع في الكافي له بالحذف ، وكذلك في التذكرة لابن فرح ، وكذلك سبط الخياط في كفايته لابن مجاهد عن أبي الزعراء من طريق الحمامي ، ولم يذكر في الإرشاد عن أبي عمرو سوى الإثبات ، وكذلك في المبهج من طريق ابن فرح ، وزاد فقال : وفي هاتين الياءين عن أبي عمرو اختلاف نقله أصحابه ، وكذلك أطلق الخلاف عن أبي عمرو ، وأبو علي بن بليمة في تلخيصه ، والوجهان مشهوران عن أبي عمرو والتخيير أكثر والحذف أشهر - والله أعلم - .
وفي الجامع لابن فارس إثباتهما في الحالين عن لابن شنبوذ . قنبل
وأما بالواد ، وهي في الفجر أيضا فوافقه على إثباتها وصلا وفي الحالين ورش ، ابن كثير ، واختلف عن عنه في الوقف ، فروى الجمهور حذفها ، وهو الذي قطع به صاحب العنوان ، والكافي ، والهداية ، والتبصرة ، والهادي ، والتذكرة . وهو اختيار قنبل أبي طاهر بن أبي هاشم ، وبه كان يأخذ ، وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون ، وهو ظاهر التيسير حيث قطع به ، أولا ولكن طريق التيسير هو الإثبات فإنه
[ ص: 192 ] قرأ به على فارس بن أحمد ، وعنه أسند رواية في التيسير بالإثبات أيضا قطع صاحب المستنير من غير طريق قنبل أبي طاهر . وكذلك ابن فارس في جامعه ، وكذلك في كفايته ومبهجه من غير طريق سبط الخياط ابن مجاهد مع أنه قطع بالإثبات له في الحالين في سبعته ، وذكر في كتاب الياءات وكتاب المكيين وكتاب الجامع عن الياء في الوصل ، وإذا وقف بغير ياء قال قنبل الداني : وهو الصحيح عن . قنبل
( قلت ) : وكلا الوجهين صحيح عن نصا وأداء حالة الوقف بهما قرأت ، وبهما آخذ - والله أعلم - . قنبل
وأما المتعال ، وهو في الرعد فوافقه على الإثبات في الحالين ابن كثير من روايتيه من غير خلاف . وقد ورد عن عن ابن شنبوذ من طريق قنبل حذفها في الحالين ، ومن طريق ابن الطبر الهذلي حذفها وقفا والذي نأخذ به هو الأول - والله أعلم - .
وأما وعيد . وهي في إبراهيم وموضعي ق ، و نكير في الحج وسبأ وفاطر والملك و نذير ، وهي في الستة المواضع من القمر ، و أن يكذبون في القصص و لا يبصرون في يس و لتردين في الصافات و أن ترجمون و فاعتزلون في الدخان و نذير في الملك فوافقه على إثبات الياء في هذه الثماني عشرة ياء من الكلم التسع حالة الوصل . واختص ورش يعقوب بما بقي من الياءات في رءوس الآي ، وهي ستون ياء تقدمت مفصلة وستأتي منصوصا عليها آخر كل سورة عقيب ياءات الإضافة معادا ذكر الخلاف في ذلك كله مبينا مفصلا - إن شاء الله - وبالله التوفيق