( الثامن ) وهو موضع واحد الثاء في الذال ، يلهث ذلك في الأعراف فأظهر الثاء عند الذال نافع وابن كثير وأبو جعفر وعاصم وهشام ، على اختلاف عنهم فيه . فأما نافع فروى إدغامه عنه من رواية قالون أبو محمد مكي وأبو عبد الله بن سفيان وأبو العباس المهدوي وأبو علي بن بليمة وصاحب التجريد ، وابن شريح ،
[ ص: 14 ] والتذكرة ، والجمهور من المغاربة وجماعة من المشارقة ، ورواه ابن سوار عن أبي نشيط ، وكذلك والحافظ سبط الخياط ، أبو العلاء ، ورواه أبو العز عن أبي نشيط ، وعن هبة الله بن جعفر عن الحلواني . وبه قرأ على أبو عمرو الداني أبي الحسن من جميع طرقه عن وعلى قالون أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين السامري وهذان الوجهان في التيسير والشاطبية ، ورواه عنه بالإظهار بعض العراقيين من غير طريق أبي نشيط وبعضهم من طريق أبي نشيط والحلواني وذكره صاحب العنوان وهو طريق إسماعيل وبه قرأ الداني على أبي الفتح من قراءته على عبد الباقي .
، وروى إظهاره عن جمهور المشارقة والمغاربة وخص بعضهم الإظهار ورش ، بالأزرق وبعضهم بالأصبهاني . وروى إدغامه عن من جميع طرقه ورش ورواه أبو بكر بن مهران ، أبو الفضل الخزاعي من طريق الأزرق ، وغيره واختاره الهذلي .
وأما ابن كثير فاختلف عنه في الإظهار والإدغام فروى له أكثر المغاربة الإظهار ولم يذكره الأستاذ أبو العز في كفايته إلا من طريق النقاش عن أبي ربيعة عن البزي ولم يذكره الإمام إلا من الطريق المذكورة ومن غير طريق أبو طاهر بن سوار النهرواني عن ابن مجاهد عن . وذكره صاحب المبهج عن قنبل أبي ربيعة أيضا ، وعن إلا قنبل الزينبي . ولم يذكره الحافظ في جامع البيان عن أبو عمرو الداني ابن كثير إلا من رواية القواس . وذكره الحافظ أبو العلاء في غير رواية ابن فليح ولم يذكره الخزاعي إلا من طريق ابن مجاهد عن فقط ، وكلهم روى الإدغام عن سائر أصحاب قنبل ابن كثير .
وأما عاصم فاختلفوا عنه أيضا فقال الداني في جامع البيان : أقرأني فارس بن أحمد لعاصم في جميع طرقه من طريق عبد الله يعني أبا أحمد السامري بالإظهار ومن طريق عبد الباقي بالإدغام قال ، وروى أبو بكر الولي عن أحمد بن حميد عن عمرو عن الأشناني عن عبيد عن حفص بالإظهار . انتهى . وقطع له صاحب العنوان ، وأبو الحسن الخبازي من روايتي أبي بكر وحفص ، وغيرهما بالإظهار . وذكر
[ ص: 15 ] الخلاف عن حفص صاحب التجريد ، وروى الجمهور من المغاربة والمشارقة عن عاصم من جميع رواياته الإدغام وهو الأشهر عنه .
وأما أبو جعفر فالأكثرون من أهل الأداء على الأخذ له بالإظهار وهو المشهور ونص له أبو الفضل الخزاعي على الإدغام وجها واحدا واختاره الهذلي . ولم يأخذ من جميع طرقه له بسواه . وأما أبو بكر بن مهران هشام فروى جمهور المغاربة عنه الإظهار وأكثر المشارقة على الإدغام له من طريق الداجوني . وعلى الإظهار من طريق الحلواني وهو الذي في المبهج والكامل ، والمنتهى وذكر صاحب المستنير له الإدغام من طريق هبة الله المفسر عن الداجوني .
( قلت ) : فقد ثبت الخلاف في إدغامه وإظهاره عمن ذكرت . وصح الأخذ بهما جميعا عنهم وإن كان الأشهر عن بعضهم الإدغام ، وعن آخرين الإظهار . فإن الذي يقتضيه النظر ويصح في الاعتبار هو الإدغام لولا صحة الإظهار عنهم عندي لم آخذ لهم ولا لغيرهم بغير الإدغام وذلك أن الحرفين إذا كانا من مخرج واحد وسكن الأول منهما يجب الإدغام ما لم يمنع مانع ، ولا مانع هنا ، فقد حكى الأستاذ الإجماع على إدغامه فقال ما نصه : وقد أجمعوا على إدغام الثاء في الذال من قوله أبو بكر بن مهران يلهث ذلك إلا النقاش فإنه كان يذكر الإظهار فيه لابن كثير وعاصم برواية حفص ونافع برواية . قال ، وكذلك كان يذكر قالون البخاري المقرئ لابن كثير وحده إلا أنه يقول بين الإظهار والإدغام على ما يخرج في اللفظ قال ، وقال الآخرون لا نعرفه إلا مدغما قال وهو الصحيح - والله أعلم - .
.