فصل
nindex.php?page=treesubj&link=28911من المتشابه : آيات الصفات ،
ولابن اللبان فيها تصنيف مفرد ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى [ ص: 602 ] [ طه : 5 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كل شيء هالك إلا وجهه [ القصص : 88 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27ويبقى وجه ربك [ الرحمن : 27 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39ولتصنع على عيني [ طه : 39 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10يد الله فوق أيديهم [ الفتح : 10 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والسماوات مطويات بيمينه [ الزمر : 67 ] .
وجمهور أهل السنة - منهم السلف وأهل الحديث - على الإيمان بها ، وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى ، ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها .
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15113أبو القاسم اللالكائي في " السنة " عن طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16823قرة بن خالد ، عن
الحسن ، عن أمه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى قالت : الكيف غير
[ ص: 603 ] معقول ، والاستواء غير مجهول ، والإقرار به من الإيمان ، والجحود به كفر .
وأخرج - أيضا - عن
nindex.php?page=showalam&ids=15885ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سئل عن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى فقال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، ومن الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ المبين ، وعلينا التصديق .
وأخرج - أيضا - عن
مالك : أنه سئل عن الآية ؟ فقال : الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة .
وأخرج
البيهقي عنه أنه قال : هو كما وصف نفسه ، ولا يقال : كيف ، وكيف عنه مرفوع .
وأخرج
اللالكائي عن
محمد بن الحسن ، قال : اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على
nindex.php?page=treesubj&link=28707الإيمان بالصفات من غير تفسير ولا تشبيه .
وقال
الترمذي : في الكلام على حديث الرؤية : المذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة - مثل
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ،
ومالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ، وغيرهم - أنهم قالوا : نروي هذه الأحاديث كما جاءت ، ونؤمن بها . ولا يقال : كيف ، ولا نفسر ولا نتوهم .
وذهبت طائفة من أهل السنة : على أننا نؤولها على ما يليق بجلاله تعالى ; وهذا
nindex.php?page=treesubj&link=28712مذهب الخلف .
وكان إمام الحرمين يذهب إليه ، ثم رجع عنه ، فقال في الرسالة النظامية : الذي نرتضيه دينا وندين لله به عقدا ، اتباع سلف الأمة ، فإنهم درجوا على ترك التعرض لمعانيها .
[ ص: 604 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : على هذه الطريقة مضى صدر الأمة وساداتها ، وإياها اختار أئمة الفقهاء وقاداتها ، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه ، ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها .
واختار
ابن برهان مذهب التأويل ، قال : ومنشأ الخلاف بين الفريقين : هل يجوز أن يكون في القرآن شيء لم نعلم معناه ، أو لا ، بل يعلمه الراسخون في العلم ؟
وتوسط
ابن دقيق العيد فقال : إذا كان التأويل قريبا من لسان العرب لم ينكر ، أو بعيدا توقفنا عنه ، وآمنا بمعناه على الوجه الذي أريد به مع التنزيه ، قال : وما كان معناه من هذه الألفاظ ظاهرا مفهوما من تخاطب العرب قلنا به من غير توقيف ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله [ الزمر : 56 ] فنحمله على حق الله وما يجب له .
ذكر ما وقفت عليه من تأويل الآية المذكورة على طريقة أهل السنة :
من ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=28728صفة ( الاستواء ) وحاصل ما رأيت فيها سبعة أجوبة :
أحدها : حكى
مقاتل والكلبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أن ( استوى ) بمعنى استقر ، وهذا إن صح يحتاج إلى تأويل ، فإن الاستقرار يشعر بالتجسيم .
ثانيها : أن ( استوى ) بمعنى ( استولى ) . ورد بوجهين :
أحدهما : أن الله تعالى مستول على الكونين والجنة والنار وأهلهما ، فأي فائدة في تخصيص العرش ؟
والآخر : أن الاستيلاء إنما يكون بعد قهر وغلبة ، والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك .
أخرج
اللالكائي في " السنة " عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : أنه سئل عن معنى ( استوى ) فقال : هو على عرشه كما أخبر .
فقيل : يا
أبا عبد الله ، معناه ( استولى ) ؟
[ ص: 605 ] قال : اسكت ، لا يقال : استولى على الشيء ; إلا إذا كان له مضاد ، فإذا غلب أحدهما ، قيل : استولى .
ثالثها : أنه بمعنى صعد قاله
أبو عبيد ، ورد بأنه تعالى منزه عن الصعود أيضا .
رابعها : أن التقدير ( الرحمن علا ) أي : ارتفع ، من العلو ، والعرش له استوى . حكاه
إسماعيل الضرير في تفسيره . ورد بوجهين :
أحدهما : أنه جعل ( على ) فعلا ، وهي حرف هنا باتفاق ، فلو كانت فعلا لكتبت بالألف ، كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4علا في الأرض [ القصص : 4 ] .
والآخر : أنه رفع ( العرش ) ولم يرفعه أحد من القراء .
خامسها : أن الكلام تم عند قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش ثم ابتدأ بقوله ( استوى )
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6له ما في السماوات وما في الأرض [ طه : 5 - 6 ] . ورد : بأنه يزيل الآية عن نظمها ومرادها .
قلت : ولا يتأتى له في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54ثم استوى على العرش [ الأعراف : 54 ] .
سادسها : أن معنى ( استوى ) : أقبل على خلق العرش وعمد إلى خلقه ، كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثم استوى إلى السماء وهي دخان [ فصلت : 11 ] أي : قصد وعمد إلى خلقها . قاله
الفراء والأشعري وجماعة أهل المعاني . وقال
إسماعيل الضرير : إنه الصواب .
قلت : يبعده تعديته بعلى ، ولو كان كما ذكروه لتعدى بإلى ، كما في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29ثم استوى إلى السماء ) .
سابعها : قال
ابن اللبان : الاستواء المنسوب إليه تعالى بمعنى اعتدل ، أي : قام بالعدل كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=18قائما بالقسط [ آل عمران : 18 ] . والعدل هو استواؤه ، ويرجع معناه إلى أنه أعطى بعزته كل شيء خلقه موزونا بحكمته البالغة .
ومن ذلك : ( النفس ) في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك [ ص: 606 ] [ المائدة : 116 ] ووجه بأنه خرج على سبيل المشاكلة مرادا به الغيب ; لأنه مستتر كالنفس .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28ويحذركم الله نفسه [ آل عمران : 28 ] . أي : عقوبته ، وقيل : إياه .
وقال
السهيلي : النفس عبارة عن حقيقة الوجود دون معنى زائد ، وقد استعمل من لفظة النفاسة والشيء النفيس ، فصلحت للتعبير عنه سبحانه وتعالى .
وقال
ابن اللبان : أولها العلماء بتأويلات :
ومنها : أن النفس عبر بها عن الذات ، قال : وهذا وإن كان سائغا في اللغة ، ولكن تعدي الفعل إليها بفي المفيدة للظرفية محال عليه تعالى .
وقد أولها بعضهم بالغيب ، أي : ولا أعلم ما في غيبك وسرك ، قال : وهذا حسن ، لقوله في آخر الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109إنك أنت علام الغيوب .
ومن ذلك : ( الوجه ) وهو مؤول بالذات : وقال
ابن اللبان في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52يريدون وجهه [ الأنعام : 52 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إنما نطعمكم لوجه الله [ الإنسان : 9 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=20إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى [ الليل : 20 ] : المراد إخلاص النية .
وقال غيره في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فثم وجه الله [ البقرة : 115 ] أي : الجهة التي أمر بالتوجه إليها .
ومن ذلك : ( العين ) وهي مؤولة بالبصر أو الإدراك ، بل قال بعضهم : إنها حقيقة في ذلك ، خلافا لتوهم بعض الناس أنها مجاز ، وإنما المجاز في تسمية العضو بها .
وقال
ابن اللبان : نسبة العين إليه تعالى اسم لآياته المبصرة ، التي بها - سبحانه - ينظر للمؤمنين وبها ينظرون إليه ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=13فلما جاءتهم آياتنا مبصرة [ النمل : 13 ] . نسب البصر للآيات على سبيل المجاز تحقيقا ; لأنها المرادة بالعين المنسوبة إليه . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها [ الأنعام : 104 ] قال : فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=48واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا [ الطور : 48 ] أي : بآياتنا تنظر بها إلينا ، وننظر بها إليك .
[ ص: 607 ] قال : ويؤيد أن المراد بالأعين هنا الآيات كونه علل بها الصبر لحكم ربه صريحا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=23إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا [ الإنسان : 23 - 24 ] .
قال : وقوله في سفينة
نوح :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تجري بأعيننا [ القمر : 14 ] . أي : بآياتنا ، بدليل : وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها [ هود : 41 ] . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39ولتصنع على عيني [ طه : 39 ] أي : على حكم آيتي التي أوحيتها إلى أمك :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم [ القصص : 7 ] الآية . انتهى .
وقال غيره : المراد في الآيات كلاءته تعالى وحفظه .
ومن ذلك : (
nindex.php?page=treesubj&link=29716اليد ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75لما خلقت بيدي [ ص : 75 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10يد الله فوق أيديهم [ الفتح : 10 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71مما عملت أيدينا [ يس : 71 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29وأن الفضل بيد الله [ الحديد : 29 ] . وهي مؤولة بالقدرة .
وقال
السهيلي : اليد في الأصل - كالبصر - عبارة عن صفة لموصوف ، ولذلك مدح سبحانه وتعالى بالأيدي مقرونة مع الأبصار في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=45أولي الأيدي والأبصار [ ص : 45 ] . ولم يمدحهم بالجوارح ; لأن المدح إنما يتعلق بالصفات لا بالجواهر ، قال : ولهذا قال
الأشعري : إن اليد صفة ورد بها الشرع . والذي يلوح من معنى هذه الصفة أنها قريبة من معنى القدرة ، إلا أنها أخص والقدرة أعم ، كالمحبة مع الإرادة والمشيئة ; فإن في اليد تشريفا لازما .
وقال
البغوي في قوله : ( بيدي ) : في تحقيق الله التثنية في اليد دليل على أنها
[ ص: 608 ] ليست بمعنى القدرة والقوة والنعمة ، وإنما هما صفتان من صفات ذاته .
وقال
مجاهد : اليد هاهنا صلة وتأكيد ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27ويبقى وجه ربك [ الرحمن : 27 ] .
قال
البغوي : وهذا تأويل غير قوي ; لأنها لو كانت صلة لكان لإبليس أن يقول : إن كنت خلقته فقد خلقتني ، وكذلك في القدرة والنعمة ، لا يكون لآدم في الخلق مزية على إبليس .
وقال
ابن اللبان : فإن قلت : فما حقيقة اليدين في خلق آدم ؟
قلت : الله أعلم بما أراد ; ولكن الذي استثمرته من تدبر كتابه : أن ( اليدين ) استعارة لنور قدرته القائم بصفة فضله ، ولنورها القائم بصفة عدله . ونبه على تخصيص آدم وتكريمه بأن جمع له في خلقه بين فضله وعدله . قال : وصاحبة الفضل هي اليمين ، التي ذكرها في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والسماوات مطويات بيمينه [ الزمر : 67 ] . سبحانه وتعالى .
ومن ذلك : (
nindex.php?page=treesubj&link=33692الساق ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يوم يكشف عن ساق [ القلم : 42 ] ومعناه : عن شدة وأمر عظيم ، كما يقال : قامت الحرب على ساق .
أخرج
الحاكم في المستدرك : من طريق
عكرمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أنه سئل عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يوم يكشف عن ساق قال : إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر ، فإنه ديوان العرب ، أما سمعتم قول الشاعر :
اصبر عناق إنه شر باق قد سن لي قومك ضرب الأعناق
وقامت الحرب بنا على ساق
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هذا يوم كرب وشدة .
ومن ذلك : ( الجنب ) في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56على ما فرطت في جنب الله [ الزمر : 56 ] أي : في طاعته وحقه ; لأن التفريط إنما يقع في ذلك ، ولا يقع في الجنب المعهود .
ومن ذلك : صفة ( القرب ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فإني قريب [ البقرة : 186 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ ق : 16 ] أي : بالعلم .
ومن ذلك : صفة ( الفوقية ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وهو القاهر فوق عباده [ الأنعام : 18 ] .
[ ص: 609 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يخافون ربهم من فوقهم [ النحل : 50 ] . والمراد بها العلو من غير جهة ، وقد قال فرعون :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=127وإنا فوقهم قاهرون [ الأعراف : 127 ] ولا شك أنه لم يرد العلو المكاني .
ومن ذلك : صفة ( المجيء ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وجاء ربك [ الفجر : 22 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158أو يأتي ربك [ الأنعام : 158 ] أي : أمره ; لأن الملك إنما يأتي بأمره أو بتسليطه ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=27وهم بأمره يعملون [ الأنبياء : 27 ] فصار كما لو صرح به .
وكذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24فاذهب أنت وربك فقاتلا [ المائدة : 24 ] أي : اذهب بربك ، أي : بتوفيقه وقوته .
ومن ذلك : صفة ( الحب ) في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يحبهم ويحبونه [ المائدة : 54 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31فاتبعوني يحببكم الله [ آل عمران : 31 ] .
وصفة ( الغضب ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6وغضب الله عليهم [ الفتح : 6 ] .
وصفة ( الرضا ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119رضي الله عنهم [ المائدة : 119 ] .
وصفة ( العجب ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=12بل عجبت [ الصافات : 12 ] - بضم التاء - وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وإن تعجب فعجب قولهم [ الرعد : 5 ] .
وصفة ( الرحمة ) في آيات كثيرة .
وقد قال العلماء :
nindex.php?page=treesubj&link=28707كل صفة يستحيل حقيقتها على الله تعالى تفسر بلازمها .
قال
الإمام فخر الدين : جميع الأعراض النفسانية - أعني : الرحمة والفرح ، والسرور والغضب والحياء والمكر والاستهزاء - لها أوائل ولها غايات ، مثاله : الغضب فإن أوله غليان دم القلب ، وغايته إرادة إيصال الضرر إلى المغضوب عليه ، فلفظ الغضب في حق الله لا يحمل على أوله الذي هو غليان دم القلب ، بل على غرضه الذي هو إرادة الإضرار . وكذلك : الحياء ، له أول وهو انكسار يحصل في النفس ، وله غرض وهو ترك الفعل ، فلفظ الحياء في حق الله يحمل على ترك الفعل لا على انكسار النفس . انتهى .
[ ص: 610 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل : العجب من الله إنكار الشيء وتعظيمه . وسئل
الجنيد عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وإن تعجب فعجب قولهم [ الرعد : 5 ] . فقال : إن الله لا يعجب من شيء ، ولكن الله وافق رسوله ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وإن تعجب فعجب قولهم أي : هو كما تقول .
ومن ذلك لفظة ( عند ) في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206عند ربك [ الأعراف : 206 ] . و
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52من عنده [ المائدة : 52 ] ، ومعناهما الإشارة إلى التمكين والزلفى والرفعة .
ومن ذلك : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وهو معكم أين ما كنتم [ الحديد : 4 ] ، أي : بعلمه ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم [ الأنعام : 3 ] .
قال
البيهقي : الأصح أن معناه أنه المعبود في السماوات وفي الأرض ، مثل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله [ الزخرف : 84 ] .
وقال
الأشعري : الظرف متعلق ب ( يعلم ) أي : عالم بما في السماوات والأرض .
ومن ذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31سنفرغ لكم أيها الثقلان [ الرحمن : 31 ] أي : سنقصد لجزائكم .
تنبيه : قال
ابن اللبان : ليس من المتشابه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=12إن بطش ربك لشديد ; لأنه فسره بعده بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=13إنه هو يبدئ ويعيد [ البروج : 12 - 13 ] تنبيها على أن بطشه عبارة عن تصرفه في بدئه وإعادته وجميع تصرفاته في مخلوقاته .
فَصْلٌ
nindex.php?page=treesubj&link=28911مِنَ الْمُتَشَابِهِ : آيَاتُ الصِّفَاتِ ،
وَلِابْنِ اللَّبَّانِ فِيهَا تَصْنِيفٌ مُفْرَدٌ ، نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [ ص: 602 ] [ طه : 5 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [ الْقَصَصِ : 88 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ [ الرَّحْمَنِ : 27 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [ طه : 39 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [ الْفَتْحِ : 10 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [ الزُّمَرِ : 67 ] .
وَجُمْهُورُ أَهْلِ السُّنَّةِ - مِنْهُمُ السَّلَفُ وَأَهْلُ الْحَدِيثِ - عَلَى الْإِيمَانِ بِهَا ، وَتَفْوِيضِ مَعْنَاهَا الْمُرَادِ مِنْهَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَا نُفَسِّرُهَا مَعَ تَنْزِيهِنَا لَهُ عَنْ حَقِيقَتِهَا .
أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15113أَبُو الْقَاسِمِ اللَّالَكَائِيُّ فِي " السُّنَّةِ " عَنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16823قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قَالَتْ : الْكَيْفُ غَيْرُ
[ ص: 603 ] مَعْقُولٍ ، وَالِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ ، وَالْإِقْرَارُ بِهِ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَالْجُحُودُ بِهِ كُفْرٌ .
وَأَخْرَجَ - أَيْضًا - عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15885رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى فَقَالَ : الِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ ، وَمِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ ، وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ، وَعَلَيْنَا التَّصْدِيقُ .
وَأَخْرَجَ - أَيْضًا - عَنْ
مَالِكٍ : أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْآيَةِ ؟ فَقَالَ : الْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَالِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ ، وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : هُوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ ، وَلَا يُقَالُ : كَيْفَ ، وَكَيْفَ عَنْهُ مَرْفُوعٌ .
وَأَخْرَجَ
اللَّالَكَائِيُّ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ كُلُّهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28707الْإِيمَانِ بِالصِّفَاتِ مِنْ غَيْرِ تَفْسِيرٍ وَلَا تَشْبِيهٍ .
وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ : فِي الْكَلَامِ عَلَى حَدِيثِ الرُّؤْيَةِ : الْمَذْهَبُ فِي هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ الْأَئِمَّةِ - مِثْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ،
وَمَالِكٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16418وَابْنِ الْمُبَارَكِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16008وَابْنِ عُيَيْنَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَوَكِيعٍ ، وَغَيْرِهِمْ - أَنَّهُمْ قَالُوا : نَرْوِي هَذِهِ الْأَحَادِيثَ كَمَا جَاءَتْ ، وَنُؤْمِنُ بِهَا . وَلَا يُقَالُ : كَيْفَ ، وَلَا نُفَسِّرُ وَلَا نَتَوَهَّمُ .
وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ : عَلَى أَنَّنَا نُؤَوِّلُهَا عَلَى مَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ تَعَالَى ; وَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28712مَذْهَبُ الْخَلَفِ .
وَكَانَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ يَذْهَبُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ ، فَقَالَ فِي الرِّسَالَةِ النِّظَامِيَّةِ : الَّذِي نَرْتَضِيهِ دِينًا وَنَدِينُ لِلَّهِ بِهِ عَقْدًا ، اتِّبَاعُ سَلَفِ الْأُمَّةِ ، فَإِنَّهُمْ دَرَجُوا عَلَى تَرْكِ التَّعَرُّضِ لِمَعَانِيهَا .
[ ص: 604 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابْنُ الصَّلَاحِ : عَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ مَضَى صَدْرُ الْأُمَّةِ وَسَادَاتُهَا ، وَإِيَّاهَا اخْتَارَ أَئِمَّةُ الْفُقَهَاءِ وَقَادَاتُهَا ، وَإِلَيْهَا دَعَا أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ وَأَعْلَامُهُ ، وَلَا أَحَدَ مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ مِنْ أَصْحَابِنَا يَصْدِفُ عَنْهَا وَيَأْبَاهَا .
وَاخْتَارَ
ابْنُ بُرْهَانٍ مَذْهَبَ التَّأْوِيلِ ، قَالَ : وَمَنْشَأُ الْخِلَافِ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ : هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي الْقُرْآنِ شَيْءٌ لَمْ نَعْلَمْ مَعْنَاهُ ، أَوْ لَا ، بَلْ يَعْلَمُهُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ؟
وَتَوَسَّطَ
ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ فَقَالَ : إِذَا كَانَ التَّأْوِيلُ قَرِيبًا مِنْ لِسَانِ الْعَرَبِ لَمْ يُنْكَرْ ، أَوْ بَعِيدًا تَوَقَّفْنَا عَنْهُ ، وَآمَنَّا بِمَعْنَاهُ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ مَعَ التَّنْزِيهِ ، قَالَ : وَمَا كَانَ مَعْنَاهُ مِنْ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ ظَاهِرًا مَفْهُومًا مِنْ تَخَاطُبِ الْعَرَبِ قُلْنَا بِهِ مِنْ غَيْرِ تَوْقِيفٍ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [ الزُّمَرِ : 56 ] فَنَحْمِلُهُ عَلَى حَقِّ اللَّهِ وَمَا يَجِبُ لَهُ .
ذِكْرُ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ تَأْوِيلِ الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ عَلَى طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ :
مِنْ ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=28728صِفَةُ ( الِاسْتِوَاءِ ) وَحَاصِلُ مَا رَأَيْتُ فِيهَا سَبْعَةَ أَجْوِبَةٍ :
أَحَدُهَا : حَكَى
مُقَاتِلٌ وَالْكَلْبِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ ( اسْتَوَى ) بِمَعْنَى اسْتَقَرَّ ، وَهَذَا إِنْ صَحَّ يَحْتَاجُ إِلَى تَأْوِيلٍ ، فَإِنَّ الِاسْتِقْرَارَ يُشْعِرُ بِالتَّجْسِيمِ .
ثَانِيهَا : أَنَّ ( اسْتَوَى ) بِمَعْنَى ( اسْتَوْلَى ) . وَرُدَّ بِوَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُسْتَوْلٍ عَلَى الْكَوْنَيْنِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَأَهْلِهِمَا ، فَأَيُّ فَائِدَةٍ فِي تَخْصِيصِ الْعَرْشِ ؟
وَالْآخَرُ : أَنَّ الِاسْتِيلَاءَ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ قَهْرٍ وَغَلَبَةٍ ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ .
أَخْرَجَ
اللَّالَكَائِيُّ فِي " السُّنَّةِ " عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى ( اسْتَوَى ) فَقَالَ : هُوَ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا أَخْبَرَ .
فَقِيلَ : يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، مَعْنَاهُ ( اسْتَوْلَى ) ؟
[ ص: 605 ] قَالَ : اسْكُتْ ، لَا يُقَالُ : اسْتَوْلَى عَلَى الشَّيْءِ ; إِلَّا إِذَا كَانَ لَهُ مُضَادٌّ ، فَإِذَا غَلَبَ أَحَدُهُمَا ، قِيلَ : اسْتَوْلَى .
ثَالِثُهَا : أَنَّهُ بِمَعْنَى صَعِدَ قَالَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ ، وَرُدَّ بِأَنَّهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنِ الصُّعُودِ أَيْضًا .
رَابِعُهَا : أَنَّ التَّقْدِيرَ ( الرَّحْمَنُ عَلَا ) أَيْ : ارْتَفَعَ ، مِنَ الْعُلُوِّ ، وَالْعَرْشُ لَهُ اسْتَوَى . حَكَاهُ
إِسْمَاعِيلُ الضَّرِيرُ فِي تَفْسِيرِهِ . وَرُدَّ بِوَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ جَعَلَ ( عَلَى ) فِعْلًا ، وَهِيَ حَرْفٌ هُنَا بِاتِّفَاقٍ ، فَلَوْ كَانَتْ فِعْلًا لَكُتِبَتْ بِالْأَلِفِ ، كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4عَلَا فِي الْأَرْضِ [ الْقَصَصِ : 4 ] .
وَالْآخَرُ : أَنَّهُ رَفَعَ ( الْعَرْشَ ) وَلَمْ يَرْفَعْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقُرَّاءِ .
خَامِسُهَا : أَنَّ الْكَلَامَ تَمَّ عِنْدَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ ثُمَّ ابْتَدَأَ بِقَوْلِهِ ( اسْتَوَى )
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [ طه : 5 - 6 ] . وَرُدَّ : بِأَنَّهُ يُزِيلُ الْآيَةَ عَنْ نَظْمِهَا وَمُرَادِهَا .
قُلْتُ : وَلَا يَتَأَتَّى لَهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [ الْأَعْرَافِ : 54 ] .
سَادِسُهَا : أَنَّ مَعْنَى ( اسْتَوَى ) : أَقْبَلَ عَلَى خَلْقِ الْعَرْشِ وَعَمَدَ إِلَى خَلْقِهِ ، كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ [ فُصِّلَتْ : 11 ] أَيْ : قَصَدَ وَعَمَدَ إِلَى خَلْقِهَا . قَالَهُ
الْفَرَّاءُ وَالْأَشْعَرِيُّ وَجَمَاعَةُ أَهْلِ الْمَعَانِي . وَقَالَ
إِسْمَاعِيلُ الضَّرِيرُ : إِنَّهُ الصَّوَابُ .
قُلْتُ : يُبْعِدُهُ تَعْدِيَتُهُ بِعَلَى ، وَلَوْ كَانَ كَمَا ذَكَرُوهُ لَتَعَدَّى بِإِلَى ، كَمَا فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ) .
سَابِعُهَا : قَالَ
ابْنُ اللَّبَّانِ : الِاسْتِوَاءُ الْمَنْسُوبُ إِلَيْهِ تَعَالَى بِمَعْنَى اعْتَدَلَ ، أَيْ : قَامَ بِالْعَدْلِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=18قَائِمًا بِالْقِسْطِ [ آلِ عِمْرَانَ : 18 ] . وَالْعَدْلُ هُوَ اسْتِوَاؤُهُ ، وَيَرْجِعُ مَعْنَاهُ إِلَى أَنَّهُ أَعْطَى بِعِزَّتِهِ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ مَوْزُونًا بِحِكْمَتِهِ الْبَالِغَةِ .
وَمِنْ ذَلِكَ : ( النَّفْسُ ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ [ ص: 606 ] [ الْمَائِدَةِ : 116 ] وَوُجِّهَ بِأَنَّهُ خَرَجَ عَلَى سَبِيلِ الْمُشَاكَلَةِ مُرَادًا بِهِ الْغَيْبُ ; لِأَنَّهُ مُسْتَتِرٌ كَالنَّفْسِ .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [ آلِ عِمْرَانَ : 28 ] . أَيْ : عُقُوبَتَهُ ، وَقِيلَ : إِيَّاهُ .
وَقَالَ
السُّهَيْلِيُّ : النَّفْسُ عِبَارَةٌ عَنْ حَقِيقَةِ الْوُجُودِ دُونَ مَعْنًى زَائِدٍ ، وَقَدِ اسْتُعْمِلَ مِنْ لَفْظَةِ النَّفَاسَةِ وَالشَّيْءِ النَّفِيسِ ، فَصَلُحَتْ لِلتَّعْبِيرِ عَنْهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .
وَقَالَ
ابْنُ اللَّبَّانِ : أَوَّلَهَا الْعُلَمَاءُ بِتَأْوِيلَاتٍ :
وَمِنْهَا : أَنَّ النَّفْسَ عُبِّرَ بِهَا عَنِ الذَّاتِ ، قَالَ : وَهَذَا وَإِنْ كَانَ سَائِغًا فِي اللُّغَةِ ، وَلَكِنَّ تَعَدِّيَ الْفِعْلِ إِلَيْهَا بِفِي الْمُفِيدَةِ لِلظَّرْفِيَّةِ مُحَالٌ عَلَيْهِ تَعَالَى .
وَقَدْ أَوَّلَهَا بَعْضُهُمْ بِالْغَيْبِ ، أَيْ : وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي غَيْبِكَ وَسِرِّكَ ، قَالَ : وَهَذَا حَسَنٌ ، لِقَوْلِهِ فِي آخِرِ الْآيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ .
وَمِنْ ذَلِكَ : ( الْوَجْهُ ) وَهُوَ مُؤَوَّلٌ بِالذَّاتِ : وَقَالَ
ابْنُ اللَّبَّانِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [ الْأَنْعَامِ : 52 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ [ الْإِنْسَانِ : 9 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=20إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى [ اللَّيْلِ : 20 ] : الْمُرَادُ إِخْلَاصُ النِّيَّةِ .
وَقَالَ غَيْرُهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [ الْبَقَرَةِ : 115 ] أَيْ : الْجِهَةُ الَّتِي أَمَرَ بِالتَّوَجُّهِ إِلَيْهَا .
وَمِنْ ذَلِكَ : ( الْعَيْنُ ) وَهِيَ مُؤَوَّلَةٌ بِالْبَصَرِ أَوِ الْإِدْرَاكِ ، بَلْ قَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهَا حَقِيقَةٌ فِي ذَلِكَ ، خِلَافًا لِتَوَهُّمِ بَعْضِ النَّاسِ أَنَّهَا مَجَازٌ ، وَإِنَّمَا الْمَجَازُ فِي تَسْمِيَةِ الْعُضْوِ بِهَا .
وَقَالَ
ابْنُ اللَّبَّانِ : نِسْبَةُ الْعَيْنِ إِلَيْهِ تَعَالَى اسْمٌ لِآيَاتِهِ الْمُبْصِرَةِ ، الَّتِي بِهَا - سُبْحَانَهُ - يَنْظُرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَبِهَا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=13فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً [ النَّمْلِ : 13 ] . نَسَبَ الْبَصَرَ لِلْآيَاتِ عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ تَحْقِيقًا ; لِأَنَّهَا الْمُرَادَةُ بِالْعَيْنِ الْمَنْسُوبَةِ إِلَيْهِ . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا [ الْأَنْعَامِ : 104 ] قَالَ : فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=48وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [ الطُّورِ : 48 ] أَيْ : بِآيَاتِنَا تَنْظُرُ بِهَا إِلَيْنَا ، وَنَنْظُرُ بِهَا إِلَيْكَ .
[ ص: 607 ] قَالَ : وَيُؤَيِّدُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَعْيُنِ هُنَا الْآيَاتُ كَوْنُهُ عَلَّلَ بِهَا الصَّبْرَ لِحُكْمِ رَبِّهِ صَرِيحًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=23إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا [ الْإِنْسَانِ : 23 - 24 ] .
قَالَ : وَقَوْلُهُ فِي سَفِينَةِ
نُوحٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا [ الْقَمَرِ : 14 ] . أَيْ : بِآيَاتِنَا ، بِدَلِيلِ : وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا [ هُودٍ : 41 ] . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [ طه : 39 ] أَيْ : عَلَى حُكْمِ آيَتِي الَّتِي أَوْحَيْتُهَا إِلَى أُمِّكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ [ الْقَصَصِ : 7 ] الْآيَةَ . انْتَهَى .
وَقَالَ غَيْرُهُ : الْمُرَادُ فِي الْآيَاتِ كِلَاءَتُهُ تَعَالَى وَحِفْظُهُ .
وَمِنْ ذَلِكَ : (
nindex.php?page=treesubj&link=29716الْيَدُ ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ ص : 75 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [ الْفَتْحِ : 10 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا [ يس : 71 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ [ الْحَدِيدِ : 29 ] . وَهِيَ مُؤَوَّلَةٌ بِالْقُدْرَةِ .
وَقَالَ
السُّهَيْلِيُّ : الْيَدُ فِي الْأَصْلِ - كَالْبَصَرِ - عِبَارَةٌ عَنْ صِفَةٍ لِمَوْصُوفٍ ، وَلِذَلِكَ مَدَحَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالْأَيْدِي مَقْرُونَةً مَعَ الْأَبْصَارِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=45أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ [ ص : 45 ] . وَلَمْ يَمْدَحْهُمْ بِالْجَوَارِحِ ; لِأَنَّ الْمَدْحَ إِنَّمَا يَتَعَلَّقُ بِالصِّفَاتِ لَا بِالْجَوَاهِرِ ، قَالَ : وَلِهَذَا قَالَ
الْأَشْعَرِيُّ : إِنَّ الْيَدَ صِفَةٌ وَرَدَ بِهَا الشَّرْعُ . وَالَّذِي يَلُوحُ مِنْ مَعْنَى هَذِهِ الصِّفَةِ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ مِنْ مَعْنَى الْقُدْرَةِ ، إِلَّا أَنَّهَا أَخَصُّ وَالْقُدْرَةَ أَعَمُّ ، كَالْمَحَبَّةِ مَعَ الْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ ; فَإِنَّ فِي الْيَدِ تَشْرِيفًا لَازِمًا .
وَقَالَ
الْبَغَوِيُّ فِي قَوْلِهِ : ( بِيَدَيَّ ) : فِي تَحْقِيقِ اللَّهِ التَّثْنِيَةَ فِي الْيَدِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا
[ ص: 608 ] لَيْسَتْ بِمَعْنَى الْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ وَالنِّعْمَةِ ، وَإِنَّمَا هُمَا صِفَتَانِ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْيَدُ هَاهُنَا صِلَةٌ وَتَأْكِيدٌ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ [ الرَّحْمَنِ : 27 ] .
قَالَ
الْبَغَوِيُّ : وَهَذَا تَأْوِيلٌ غَيْرُ قَوِيٍّ ; لِأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ صِلَةً لَكَانَ لِإِبْلِيسَ أَنْ يَقُولَ : إِنْ كُنْتَ خَلَقْتَهُ فَقَدْ خَلَقْتَنِي ، وَكَذَلِكَ فِي الْقُدْرَةِ وَالنِّعْمَةِ ، لَا يَكُونُ لِآدَمَ فِي الْخَلْقِ مَزِيَّةٌ عَلَى إِبْلِيسَ .
وَقَالَ
ابْنُ اللَّبَّانِ : فَإِنْ قُلْتَ : فَمَا حَقِيقَةُ الْيَدَيْنِ فِي خَلْقِ آدَمَ ؟
قُلْتُ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا أَرَادَ ; وَلَكِنَّ الَّذِي اسْتَثْمَرْتُهُ مِنْ تَدَبُّرِ كِتَابِهِ : أَنَّ ( الْيَدَيْنِ ) اسْتِعَارَةٌ لِنُورِ قُدْرَتِهِ الْقَائِمِ بِصِفَةِ فَضْلِهِ ، وَلِنُورِهَا الْقَائِمِ بِصِفَةِ عَدْلِهِ . وَنَبَّهَ عَلَى تَخْصِيصِ آدَمَ وَتَكْرِيمِهِ بِأَنْ جَمَعَ لَهُ فِي خَلْقِهِ بَيْنَ فَضْلِهِ وَعَدْلِهِ . قَالَ : وَصَاحِبَةُ الْفَضْلِ هِيَ الْيَمِينُ ، الَّتِي ذَكَرَهَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [ الزُّمَرِ : 67 ] . سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .
وَمِنْ ذَلِكَ : (
nindex.php?page=treesubj&link=33692السَّاقُ ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ [ الْقَلَمِ : 42 ] وَمَعْنَاهُ : عَنْ شِدَّةٍ وَأَمْرٍ عَظِيمٍ ، كَمَا يُقَالُ : قَامَتِ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ .
أَخْرَجَ
الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ : مِنْ طَرِيقِ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ قَالَ : إِذَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَابْتَغُوهُ فِي الشِّعْرِ ، فَإِنَّهُ دِيوَانُ الْعَرَبِ ، أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
اصْبِرْ عِنَاقْ إِنَّهُ شَرُّ بَاقْ قَدْ سَنَّ لِي قَوْمُكَ ضَرْبَ الْأَعْنَاقْ
وَقَامَتِ الْحَرْبُ بِنَا عَلَى سَاقْ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هَذَا يَوْمُ كَرْبٍ وَشِدَّةٍ .
وَمِنْ ذَلِكَ : ( الْجَنْبُ ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [ الزُّمَرِ : 56 ] أَيْ : فِي طَاعَتِهِ وَحَقِّهِ ; لِأَنَّ التَّفْرِيطَ إِنَّمَا يَقَعُ فِي ذَلِكَ ، وَلَا يَقَعُ فِي الْجَنْبِ الْمَعْهُودِ .
وَمِنْ ذَلِكَ : صِفَةُ ( الْقُرْبِ ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فَإِنِّي قَرِيبٌ [ الْبَقَرَةِ : 186 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ ق : 16 ] أَيْ : بِالْعِلْمِ .
وَمِنْ ذَلِكَ : صِفَةُ ( الْفَوْقِيَّةِ ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ [ الْأَنْعَامِ : 18 ] .
[ ص: 609 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ [ النَّحْلِ : 50 ] . وَالْمُرَادُ بِهَا الْعُلُوُّ مِنْ غَيْرِ جِهَةٍ ، وَقَدْ قَالَ فِرْعَوْنُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=127وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [ الْأَعْرَافِ : 127 ] وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَمْ يُرِدِ الْعُلُوَّ الْمَكَانِيَّ .
وَمِنْ ذَلِكَ : صِفَةُ ( الْمَجِيءِ ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَجَاءَ رَبُّكَ [ الْفَجْرِ : 22 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ [ الْأَنْعَامِ : 158 ] أَيْ : أَمْرُهُ ; لِأَنَّ الْمَلَكَ إِنَّمَا يَأْتِي بِأَمْرِهِ أَوْ بِتَسْلِيطِهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=27وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 27 ] فَصَارَ كَمَا لَوْ صَرَّحَ بِهِ .
وَكَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا [ الْمَائِدَةِ : 24 ] أَيْ : اذْهَبْ بِرَبِّكَ ، أَيْ : بِتَوْفِيقِهِ وَقُوَّتِهِ .
وَمِنْ ذَلِكَ : صِفَةُ ( الْحُبِّ ) فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [ الْمَائِدَةِ : 54 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [ آلِ عِمْرَانَ : 31 ] .
وَصِفَةُ ( الْغَضَبِ ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ [ الْفَتْحِ : 6 ] .
وَصِفَةُ ( الرِّضَا ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ [ الْمَائِدَةِ : 119 ] .
وَصِفَةُ ( الْعَجَبِ ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=12بَلْ عَجِبْتَ [ الصَّافَّاتِ : 12 ] - بِضَمِّ التَّاءِ - وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ [ الرَّعْدِ : 5 ] .
وَصِفَةُ ( الرَّحْمَةِ ) فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ .
وَقَدْ قَالَ الْعُلَمَاءُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28707كُلُّ صِفَةٍ يَسْتَحِيلُ حَقِيقَتُهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى تُفَسَّرُ بِلَازِمِهَا .
قَالَ
الْإِمَامُ فَخْرُ الدِّينِ : جَمِيعُ الْأَعْرَاضِ النَّفْسَانِيَّةِ - أَعْنِي : الرَّحْمَةَ وَالْفَرَحَ ، وَالسُّرُورَ وَالْغَضَبَ وَالْحَيَاءَ وَالْمَكْرَ وَالِاسْتِهْزَاءَ - لَهَا أَوَائِلُ وَلَهَا غَايَاتٌ ، مِثَالُهُ : الْغَضَبُ فَإِنَّ أَوَّلَهُ غَلَيَانُ دَمِ الْقَلْبِ ، وَغَايَتُهُ إِرَادَةُ إِيصَالِ الضَّرَرِ إِلَى الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِ ، فَلَفْظُ الْغَضَبِ فِي حَقِّ اللَّهِ لَا يُحْمَلُ عَلَى أَوَّلِهِ الَّذِي هُوَ غَلَيَانُ دَمِ الْقَلْبِ ، بَلْ عَلَى غَرَضِهِ الَّذِي هُوَ إِرَادَةُ الْإِضْرَارِ . وَكَذَلِكَ : الْحَيَاءُ ، لَهُ أَوَّلٌ وَهُوَ انْكِسَارٌ يَحْصُلُ فِي النَّفْسِ ، وَلَهُ غَرَضٌ وَهُوَ تَرْكُ الْفِعْلِ ، فَلَفْظُ الْحَيَاءِ فِي حَقِّ اللَّهِ يُحْمَلُ عَلَى تَرْكِ الْفِعْلِ لَا عَلَى انْكِسَارِ النَّفْسِ . انْتَهَى .
[ ص: 610 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14127الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ : الْعَجَبُ مِنَ اللَّهِ إِنْكَارُ الشَّيْءِ وَتَعْظِيمُهُ . وَسُئِلَ
الْجُنَيْدُ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ [ الرَّعْدِ : 5 ] . فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَبُ مِنْ شَيْءٍ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ وَافَقَ رَسُولَهُ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَيْ : هُوَ كَمَا تَقُولُ .
وَمِنْ ذَلِكَ لَفْظَةُ ( عِنْدَ ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206عِنْدَ رَبِّكَ [ الْأَعْرَافِ : 206 ] . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52مِنْ عِنْدِهِ [ الْمَائِدَةِ : 52 ] ، وَمَعْنَاهُمَا الْإِشَارَةُ إِلَى التَّمْكِينِ وَالزُّلْفَى وَالرِّفْعَةِ .
وَمِنْ ذَلِكَ : قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [ الْحَدِيدِ : 4 ] ، أَيْ : بِعِلْمِهِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ [ الْأَنْعَامِ : 3 ] .
قَالَ
الْبَيْهَقِيُّ : الْأَصَحُّ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّهُ الْمَعْبُودُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ [ الزُّخْرُفِ : 84 ] .
وَقَالَ
الْأَشْعَرِيُّ : الظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِ ( يَعْلَمُ ) أَيْ : عَالِمٌ بِمَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ [ الرَّحْمَنِ : 31 ] أَيْ : سَنَقْصِدُ لِجَزَائِكُمْ .
تَنْبِيهٌ : قَالَ
ابْنُ اللَّبَّانِ : لَيْسَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=12إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ; لِأَنَّهُ فَسَّرَهُ بَعْدَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=13إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ [ الْبُرُوجِ : 12 - 13 ] تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ بَطْشَهُ عِبَارَةٌ عَنْ تَصَرُّفِهِ فِي بَدْئِهِ وَإِعَادَتِهِ وَجَمِيعِ تَصَرُّفَاتِهِ فِي مَخْلُوقَاتِهِ .