[ 14 ] وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة قرأ ابن كثير وأبو عمرو " فرهن " كسقف - بضمتين - والباقون " فرهان " كحبال وكلاهما جمع رهن بمعنى مرهون . وليس تعليق وعدم وجود كاتب يكتب وثيقة بالدين لاشتراطهما معا ، وإنما المراد بيان الرخصة في ترك الكتابة لعذر ، وكون الرهن يقوم مقام الكتابة في الاستيثاق عند تيسرها كما يكون في حال السفر ، وإلا مشروعية أخذ الرهن بالسفر المدينة ليهودي . ورواه الشيخان وقد خالف الجمهور في هذا فقد رهن النبي - صلى الله عليه وسلم - درعه في مجاهد والضحاك . وأقول : إن في جعل عدم وجدان الكاتب مقيدا بحال السفر إشارة إلى أنه ليس من شأن مواطن الإقامة أن تكون خلوا من الكتاب ، والكتابة مفروضة على المؤمنين . والإيمان لا يتحقق إلا بالإذعان والعمل ، وناهيك بالفريضة إذا أكدت كالكتابة حينئذ يقطع بأن المؤمنين لا بد أن يأتوها ، بل لا يفرض أن يخالفوها وألا يوجد الكتاب عندهم إلا حيث يمكن أن يكونوا معذورين كما يكون في السفر ، وهذا مفهوم من العبارة بالإشارة وهو من أدق أساليب البلاغة .