ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) الآية [ 52 ] . قوله تعالى : (
431 - أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر قال : أخبرنا قال : أخبرنا زاهر بن أحمد الحسين بن محمد بن مصعب قال : حدثنا قال : حدثنا يحيى بن حكيم أبو داود قال : حدثنا ، عن قيس بن الربيع المقدام بن شريح ، عن أبيه سعد قال : نزلت هذه الآية فينا ستة : في ، وفي ابن مسعود ، وصهيب ، وعمار ، والمقداد ، وبلال ؛ قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنا لا نرضى أن نكون أتباعا لهؤلاء فاطردهم [ عنك ] ، فدخل قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك ما شاء الله أن يدخل ، فأنزل الله تعالى عليه : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) الآية . رواه عن مسلم ، عن ، عن زهير بن حرب عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن المقدام .
[ ص: 113 ] 432 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال : أخبرنا أبو بكر بن [ أبي ] زكريا الشيباني قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن قال : حدثنا أبو صالح الحسين بن الفرج قال : حدثنا محمد بن مقاتل المروزي قال : حدثنا حكيم بن زيد قال : حدثنا ، عن السدي أبي سعيد ، عن أبي الكنود ، قال : فينا نزلت ، كنا ضعفاء عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بالغداة والعشي ، فعلمنا القرآن والخير ، وكان يخوفنا بالجنة والنار ، وما ينفعنا ، وبالموت والبعث ؛ فجاء خباب بن الأرت الأقرع بن حابس التميمي ، وعيينة بن حصن الفزاري ؛ فقالا : إنا من أشراف قومنا وإنا نكره أن يرونا معهم فاطردهم إذا جالسناك . قال : " نعم " ، قالوا : لا نرضى حتى نكتب بيننا كتابا ، فأتى بأديم ودواة ، فنزلت هؤلاء الآيات : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) إلى قوله تعالى : ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ) . عن
433 - أخبرنا أبو بكر الحارثي قال : أخبرنا قال : حدثنا أبو محمد بن حيان أبو يحيى الرازي قال : حدثنا قال : حدثنا سهل بن عثمان عن أسباط بن محمد ، أشعث ، عن كردوس ، عن قال : مر الملأ من ابن مسعود قريش على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده خباب بن الأرت ، وصهيب وبلال ، وعمار ، قالوا : يا محمد رضيت بهؤلاء ؟ أتريد أن نكون تبعا لهؤلاء ؟ فأنزل الله تعالى : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم )
434 - وبهذا الإسناد قال : حدثنا عبيد الله ، عن [ أبي ] جعفر ، عن الربيع قال : كان رجال يسبقون إلى مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنهم بلال ، وعمار ، وصهيب ، وسلمان ، فيجيء أشراف قومه وسادتهم ، وقد أخذ هؤلاء المجلس فيجلسون إليه . فقالوا : صهيب رومي ، وسلمان فارسي ، وبلال حبشي ؛ يجلسون عنده ونحن نجيء ونجلس ناحية ! وذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقالوا : إنا سادة قومك وأشرافهم ، فلو أدنيتنا منك إذا جئنا . فهم أن يفعل ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
434 م - وقال عكرمة : جاء عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، ومطعم بن عدي ، في أشراف والحارث بن نوفل ، بني عبد مناف من أهل الكفر ، إلى أبي طالب ، فقالوا : لو أن ابن أخيك محمدا يطرد عنه موالينا ، وعبيدنا ، وعسفاءنا - كان أعظم في صدورنا ، وأطوع له عندنا ، وأدنى لاتباعنا إياه ، وتصديقنا له . فأتى أبو طالب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فحدثه بالذي كلموه ، فقال : لو فعلت ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون ؟ وإلام يصيرون من قولهم ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية . فلما نزلت أقبل عمر بن الخطاب يعتذر من مقالته عمر بن الخطاب .