وحرق كتبهم شرقا وغربا ففيها كامن شر العلوم يدب إلى العقائد من أذاها
سموم والعقائد كالجسوم
وقال : السلام في اللغة اسم من أسماء الله - تعالى - وجمعه سلامة ومصدر واسم شجر . وقال المبرد : مصدر لسلم تسليما وسلاما كالسراح من سرح والأداء من أدى . وقال الزجاج عكرمة والحسن : أمر بابتداء السلام عليهم تشريفا لهم . وقال ابن زيد : أمر بإبلاغ السلام عليهم من الله ، وقيل : معنى السلام هنا الدعاء من الآفات . وقال أبو الهيثم : السلام والتحية بمعنى واحد ، ومعنى السلام عليكم : حياكم الله . وقال : إما أن يكون أمر بتبليغ سلام الله إليهم وإما أن يكون أمر بأن يبدأهم بالسلام إكراما لهم وتطييبا لقلوبهم . انتهى . وترديده : إما وإما ، الأول قول الزمخشري ابن زيد والثاني قول عكرمة . وقال ابن عطية : لفظه لفظ الخبر وهو في معنى الدعاء ، وهذا من المواضع التي جاز فيها الابتداء بالنكرة إذ قد تخصصت . انتهى . والتخصيص الذي يعنيه النحاة في النكرة التي يبتدأ بها هو أن تتخصص بالوصف أو العمل أو الإضافة ، و ( سلام ) ليس فيه شيء من هذه التخصيصات ، وقد رام بعض النحويين أن يجعل جواز الابتداء بالنكرة راجعا إلى التخصيص والتعميم ، والذي يظهر من كلام ابن عطية أنه يعني بقوله : إذ قد تخصصت ، أي استعملت في الدعاء فلم تبق النكرة على مطلق مدلولها الوصفي ؛ إذ قد استعملت يراد بها أحد ما تحتمله النكرة .