قد أترك القرن مصفرا أنامله كأن أثوابه مجت بفرصاد
وبقوله :أخي ثقة لا يتلف الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائله
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه ولو كان تحت الأرض سبعين واديا
وآياته قال : السدي محمد - صلى الله عليه وسلم - . وقال ابن السائب : محمد والقرآن . وقال مقاتل : القرآن . وقال ابن عطية : آيات الله; علاماته ، وشواهد نبيه ، والجحود إنكار الشيء بعد معرفته ، وهو ضد الإقرار . فإن كانت نزلت في الكافرين مطلقا ، فيكون في الجحود تجوز ، إذ كلهم ليس كفره بعد معرفة ، ولكنهم لما أنكروا نبوته ، وراموا تكذيبه بالدعوى الباطلة ، عبر عن إنكارهم بأقبح وجوه الإنكار ، وهو الجحد تغليظا عليهم وتقبيحا لفعلهم ، إذ معجزاته وآياته نيرة ، يلزم كل مفطور أن يقر بها ويعلمها . وإن كانت نزلت في المعاندين ، ترتب الجحود حقيقة . وكفر العناد يدل عليه ظواهر القرآن ، وهو واقع أيضا ، كقصة أبي جهل مع الأخنس بن شريق ، وقصة ، وقوله : ما كنت لأومن بنبي لم يكن من أمية بن أبي الصلت ثقيف . ومنع بعض المتكلمين جواز كفر العناد; لأن المعرفة تقتضي الإيمان ، والجحد يقتضي الكفر ، فامتنع اجتماعهما ، وتأولوا ظواهر القرآن ، فقالوا : في قوله : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ) أنها في أحكام التوراة التي بدلوها ، كآية الرجم ونحوها . قال ابن عطية : وكفر العناد من العارف بالله وبالنبوة بعيد انتهى . والتأويلات في نفي التكذيب ، إنما هو عن اعتقاداتهم . أما بالنسبة إلى أقوالهم ، فأقوالهم مكذبة ، إما له ، وإما لما جاء به .