ومهمه هالك من تعرجا
انتهى ، وخرج بعضهم " هالك من تعرجا " على أن هالكا هو من اللازم ، ومن موصول ، فاستدل به على أن الصفة المشبهة باسم الفاعل قد يكون معمولها موصولا . وقرأ الجمهور : ( نتبعهم ) بضم العين على الاستئناف ، وهو وعد لأهل مكة . ويقوي الاستئناف قراءة عبد الله : ثم سنتبعهم بسين الاستقبال ، ، والأعرج والعباس عن أبي عمرو بإسكانها ، فاحتمل أن يكون معطوفا على ( نهلك ) واحتمل أن يكون سكن تخفيفا ، كما سكن ( وما يشعركم ) فهو استئناف ، فعلى الاستئناف يكون " الأولين " الأمم التي تقدمت قريشا أجمعا ، ويكون " الآخرين " من تأخر من قريش وغيرهم ، وعلى التشريك يكون " الأولين " قوم نوح وإبراهيم ، عليهما السلام ، ومن كان معهم ، " والآخرين " قوم فرعون ومن تأخر وقرب من مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم . والإهلاك هنا إهلاك العذاب والنكال ، ولذلك جاء ( كذلك نفعل بالمجرمين ) فأتى بالصفة المقتضية لإهلاك العذاب وهي الإجرام . ولما ذكر إفناء [ ص: 406 ] الأولين والآخرين ذكر ووقف على أصل الخلقة التي يقتضي النظر فيها تجويز البعث ( من ماء مهين ) : أي ضعيف هو مني الرجل والمرأة ( في قرار مكين ) وهو الرحم ( إلى قدر معلوم ) أي عند الله تعالى ، وهو وقت الولادة . وقرأ : فقدرنا بشد الدال من التقدير ، كما قال : ( علي بن أبي طالب من نطفة خلقه فقدره ) وباقي السبعة : بخفها من القدرة ؟ وانتصب ( أحياء وأمواتا ) بفعل يدل عليه ما قبله ، أي يكفت أحياء على ظهرها ، وأمواتا في بطنها ، واستدل بهذا من قال : إن النباش يقطع ، لأن بطن الأرض حرز للكفن ، فإذا نبش وأخذ منه فهو سارق . وقال : ويجوز أن يكون المعنى : نكفتكم أحياء وأمواتا ، فينتصبا على الحال من الضمير لأنه قد علم أنها كفات الإنس . انتهى . و ( رواسي ) : جبالا ثابتات ( الزمخشري شامخات ) : مرتفعات ، ومنه شمخ بأنفه : ارتفع ، شبه المعنى بالجرم ( وأسقيناكم ) : جعلناه سقيا لمزارعكم ومنافعكم .