الكاف في محل نصب ، وذلك إشارة إلى ما قبله من معنى الإضلال والهدى ، أي : مثل ذلك [ ص: 378 ] المذكور من الإضلال والهدى ، يضل الكافرين فيشكون فيزيدهم كفرا وضلالا ، ويهدي المؤمنين فيزيدهم إيمانا . ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) : إعلام بأن الأمر فوق ما يتوهم ، وأن الجزاء إنما هو عن بعض القدرة لا عن كلها ، والسماء عامرة بأنواع من الملائكة . وفي الحديث : " " . ( وما هي ) أي : النار ، قاله أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا وملك واضع جبهته لله ساجدا مجاهد ، أو المخاطبة والنذارة ، أو نار الدنيا ، أو الآيات التي ذكرت ، أو العدة التسعة عشر ، أو الجنود ، أقوال راجحها الأول وهي سقر ، ذكر بها البشر ليخافوا ويطيعوا . وقد جرى ذكر النار أيضا في قوله : ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) . ( إلا ذكرى للبشر ) أي : الذين أهلوا للتذكر والاعتبار . ( كلا ) قال : كلا إنكار بعد أن جعلها ذكرى ، أن يكون لهم ذكرى لأنهم لا يتذكرون . انتهى . ولا يسوغ هذا في حق الله تعالى أن يخبر أنها ذكرى للبشر ، ثم ينكر أن تكون لهم ذكرى ، وإنما قوله : ( للبشر ) عام مخصوص . وقال الزمخشري : أو ردع لمن ينكر أن يكون إحدى الكبر نذيرا . وقيل : ردع لقول الزمخشري أبي جهل وأصحابه أنهم يقدرون على مقاومة خزنة جهنم . وقيل : ردع عن الاستهزاء بالعدة المخصوصة . وقال الفراء : هي صلة للقسم ، وقدرها بعضهم بحقا ، وبعضهم بألا الاستفتاحية ، وقد تقدم الكلام عليها في آخر سورةمريم - عليها السلام .
( والقمر والليل إذ أدبر ) أي : ولى ، ويقال دبر وأدبر بمعنى واحد . أقسم تعالى بهذه الأشياء تشريفا لها ، وتنبيها على ما يظهر بها وفيها من عجائب الله وقدرته ، وقوام الوجود بإيجادها . وقرأ ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وعطاء ، وابن يعمر وأبو جعفر وشيبة وأبو الزناد ، و قتادة وعمر بن العزيز والحسن وطلحة والنحويان والابنان وأبو بكر : ( إذا ) ظرف زمان مستقبل دبر بفتح الدال . وابن جبير والسلمي والحسن : بخلاف عنهم . وابن سيرين والأعرج ، وزيد بن علي وأبو شيخ وابن محيصن ونافع وحمزة وحفص : " إذ " ظرف زمان ماض ، " أدبر " رباعيا . والحسن أيضا وأبو رزين وأبو رجاء وابن يعمر أيضا ، و السلمي أيضا و طلحة أيضا ، والأعمش ويونس بن عبيد ومطر : إذا بالألف ، ( أدبر ) بالهمز ، وكذا هو في مصحف عبد الله وأبي ، وهو مناسب لقوله : ( إذا أسفر ) ويقال : كأمس الدابر وأمس المدبر بمعنى واحد . وقال : دبر : انقضى ، وأدبر : تولى . وقال يونس بن حبيب قتادة : دبر الليل : ولى . وقال : ودبر بمعنى أدبر ، كـ ( قبل ) بمعنى أقبل . وقيل : هو من دبر الليل النهار : أخلفه . وقرأ الجمهور : ( أسفر ) رباعيا . الزمخشري وابن السميقع وعيسى بن الفضل : سفر ثلاثيا ، والمعنى : طرح الظلمة عن وجهه .
( إنها لإحدى الكبر ) : الظاهر أن الضمير في " إنها " عائد على النار . قيل : ويحتمل أن يكون للنذارة ، وأمر الآخرة فهو للحال والقصة . وقيل : إن قيام الساعة لإحدى الكبر ، فعاد الضمير إلى غير مذكور ، ومعنى ( إحدى الكبر ) الدواهي الكبر ، أي : لا نظير لها ، كما تقول : هو أحد الرجال ، وهي إحدى النساء ، والكبر : العظائم من العقوبات . ( وقال الراجز ) :
يا ابن المعلى نزلت إحدى الكبر داهية الدهر وصماء الغير
والكبر جمع الكبرى ، طرحت ألف التأنيث في الجمع ، كما طرحت همزته في قاصعاء فقالوا : قواصع . وفي كتاب ابن عطية : " والكبر " جمع كبيرة ، ولعله من وهم الناسخ . وقرأ الجمهور : ( لإحدى ) بالهمز ، وهي منقلبة عن واو أصله لوحدى ، وهو بدل لازم . وقرأ نصر بن عاصم وابن محيصن ، عن ووهب بن جرير ابن كثير : بحذف الهمزة ، وهو حذف لا ينقاس ، وتخفيف مثل هذه الهمزة أن تجعل بين بين . والظاهر أن هذه الجملة جواب للقسم . وقال : أو تعليل لـ ( كلا ) والقسم معترض للتوكيد . [ ص: 379 ] انتهى . وقرأ الجمهور : ( نذيرا ) واحتمل أن يكون مصدرا بمعنى الإنذار ، كالنكير بمعنى الإنكار ، فيكون تمييزا أي : لإحدى الكبر إنذارا ، كما تقول : هي إحدى النساء عفافا . كما ضمن إحدى معنى أعظم ، جاء عنه التمييز . وقال الزمخشري الفراء : هو مصدر نصب بإضمار فعل ، أي : أنذر إنذارا . واحتمل أن يكون اسم فاعل بمعنى منذر . فقال : حال من الضمير في ( إنها ) . وقيل : حال من الضمير في ( إحدى ) ، ومن جعله متصلا بـ ( قم ) في أول السورة ، أو بـ ( فأنذر ) في أول السورة ، أو حالا من ( الكبر ) ، أو حالا من ضمير الكبر ، فهو بمعزل عن الصواب . قال الزجاج أبو البقاء : والمختار أن يكون حالا مما دلت عليه الجملة تقديره : عظمت نذيرا . انتهى ، وهو قول لا بأس به . قال النحاس : وحذفت الهاء من ( نذيرا ) ، وإن كان للنار على معنى النسب ، يعني ذات الإنذار . وقال علي بن سليمان : أعني نذيرا . وقال الحسن : لأنذر ، إذ هي من النار . قال ابن عطية : وهذا القول يقتضي أن ( نذيرا ) حال من الضمير في " إنها " ، أو من قوله : ( لإحدى ) . قال أبو رزين : نذير هنا هو الله تعالى ، فهو منصوب بإضمار فعل ، أي : ادعوا نذيرا . وقال ابن زيد : نذير هنا هو محمد - صلى الله عليه وسلم ، فهو منصوب بفعل مضمر ، أي : ناد ، أو بلغ ، أو أعلن . وقرأ أبي : ( نذير ) بالرفع . فإن كان من وصف النار ، جاز أن يكون خبرا وخبر مبتدأ محذوف ، أي : هي نذير . وإن كان من وصف الله أو الرسول ، فهو على إضمار هو . والظاهر أن ( لمن ) بدل من البشر بإعادة الجار ، وأن يتقدم منصوب بـ ( شاء ) ضمير يعود على من . وقيل : الفاعل ضمير يعود على الله تعالى ، أي : لمن شاء هو ، أي : الله تعالى . وقال وابن أبي عبلة الحسن : هو وعيد ، نحو قوله تعالى : ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) . قال ابن عطية : هو بيان في النذارة ، وإعلام بأن كل أحد يسلك طريق الهدى والحق إذا حقق النظر ، إذ هو بعينه يتأخر عن هذه الرتبة بغفلته وسوء نظره . ثم قوى هذا المعنى بقوله تعالى : ( كل نفس بما كسبت رهينة ) .
وقال : ( الزمخشري أن يتقدم ) في موضع الرفع بالابتداء ، و ( لمن شاء ) خبر مقدم عليه ، كقولك لمن توضأ : أن يصلي ، ومعناه مطلق لمن شاء التقدم أو التأخر أن يتقدم أو يتأخر . والمراد بالتقدم والتأخر : السبق إلى الخير والتخلف عنه ، وهو كقوله : ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) . انتهى ، وهو معنى لا يتبادر إلى الذهن وفيه حذف . قيل : والتقدم : الإيمان ، والتأخر : الكفر . وقال : أن يتقدم إلى النار المتقدم ذكرها ، أو يتأخر عنها إلى الجنة . وقال السدي : أن يتقدم إلى المأمورات ، أو يتأخر عن المنهيات ، والظاهر العموم في كل نفس . وقال الزجاج الضحاك : كل نفس حقيق عليها العذاب ، ولا يرتهن الله تعالى أحدا من أهل الجنة ، ورهينة بمعنى رهن ، كالشتيمة بمعنى الشتم ، وليست بمعنى مفعول ; لأنها بغير تاء للمذكر والمؤنث ، نحو : رجل قتيل وامرأة قتيل ، فالمعنى : كل نفس بما كسبت رهن ، ومنه قول الشاعر :
أبعد الذي بالنعف نعف كويكب رهينة رمس ذي تراب وجندل
أي : رمس رهن ، والمعنى : أن كل نفس رهن عند الله غير مفكوك . وقيل : الهاء في " رهينة " للمبالغة . وقيل : على تأنيث اللفظ لا على الإنسان ، والذي أختاره أنها مما دخلت فيه التاء ، وإن كان بمعنى مفعول في الأصل كالنطيحة ، ويدل على ذلك أنه لما كان خبرا عن المذكر كان بغير هاء ، قال تعالى : ( كل امرئ بما كسب رهين ) . فأنت ترى حيث كان خبرا عن المذكر أتى بغير تاء ; وحيث كان خبرا عن المؤنث أتى بالتاء ، كما في هذه الآية . فأما الذي في البيت فأنث على معنى النفس . ( إلا أصحاب اليمين ) قال : هم الملائكة . وقال ابن عباس علي : هم أطفال المسلمين . فعلى هذين القولين يكون استثناء منقطعا ، أي : لكن أصحاب اليمين في جنات . وقال الحسن وابن كيسان : هم المسلمون المخلصون ، ليسوا بمرتهنين لأنهم أدوا ما كان عليهم ، وهذا كقول الضحاك الذي تقدم . وقال : ( الزمخشري إلا أصحاب اليمين ) [ ص: 380 ] فإنهم فكوا عنه رقابهم بما أطابوه من كسبهم ، كما يخلص الراهن رهنه بأداء الحق . انتهى . وظاهر هذا أنه استثناء متصل .
( في جنات ) أي : هم ( في جنات يتساءلون ) أي : يسأل بعضهم بعضا ، أو يكون يتساءل بمعنى يسأل ، أي : يسألون عنهم غيرهم ، كما يقال : دعوته وتداعوته بمعناه . وعلى هذين التقديرين كيف جاء ( ما سلككم في سقر ) بالخطاب للمجرمين ، وفي الكلام حذف . المعنى : أن أصحاب اليمين يسأل بعضهم بعضا ، أو يسألون غيرهم عن من غاب من معارفهم ، فإذا عرفوا أنهم مجرمون في النار قالوا لهم ، أو قالت لهم الملائكة ، هكذا قدره بعضهم ، والأقرب أن يكون التقدير : يتساءلون عن المجرمين قائلين لهم بعد التساؤل : ( ما سلككم في سقر ) . وقال : ( فإن قلت ) : كيف طابق قوله : ( الزمخشري ما سلككم ) ؟ وهو سؤال للمجرمين ، قوله : ( يتساءلون عن المجرمين ) ؟ وهو سؤال عنهم ، وإنما كان يطابق ذلك لو قيل يتساءلون عن المجرمين ما سلكهم ؟ ( قلت ) : ( ما سلككم ) ليس ببيان للتساؤل عنهم ، وإنما هو حكاية قول المسئولين عنهم ; لأن المسئولين يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين ، فيقولون : قلنا لهم ( ما سلككم في سقر ) ( قالوا لم نك من المصلين ) إلا أن الكلام جيء به على الحذف والاختصار ، كما هو نهج التنزيل في غرابة نظمه . انتهى ، وفيه تعسف . والأظهر أن السائلين هم المتسائلون ، وما سلككم على إضمار القول كما ذكرنا ، وسؤالهم سؤال توبيخ لهم وتحقير ، وإلا فهم عالمون ما الذي أدخلهم النار . والجواب أنهم لم يكونوا متصفين بخصائل الإسلام من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، ثم ارتقوا من ذلك إلى الأعظم ، وهو الكفر والتكذيب بيوم الجزاء ، كقولهم : ( فلا اقتحم العقبة ) ثم قال : ( ثم كان من الذين آمنوا ) . واليقين أي : يقينا على إنكار يوم الجزاء ، أي : وقت الموت . وقال ابن عطية : واليقين عندي صحة ما كانوا يكذبون من الرجوع إلى الله تعالى والدار الآخرة . وقال المفسرون : اليقين : الموت ، وذلك عندي هنا متعقب ; لأن نفس الموت يقين عند الكافر وهو حي . وإنما اليقين الذي عنوا في هذه الآية الشيء الذي كانوا يكذبون به وهم أحياء في الدنيا فتيقنوه بعد الموت ، وإنما يتفسر اليقين بالموت في قوله تعالى : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) . ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) : ليس المعنى أنهم يشفع لهم فلا تنفع شفاعة من يشفع لهم ، وإنما المعنى نفي الشفاعة فانتفى النفع ، أي : لا شفاعة شافعين لهم فتنفعهم من باب :
على لاحب لا يهتدى بمناره
أي : لا منار له فيهتدى به .وتخصيصهم بانتفاء شفاعة الشافعين يدل على أنه قد تكون شفاعات وينتفع بها ، ووردت أحاديث في صحة ذلك . ( فما لهم عن التذكرة ) وهي مواعظ القرآن التي تذكر الآخرة ، ( معرضين ) أي : والحال المنتظرة هذه الموصوفة . ثم شبههم بالحمر المستنفرة في شدة إعراضهم ونفارهم عن الإيمان وآيات الله تعالى . وقرأ الجمهور : ( حمر ) بضم الميم . : بإسكانها . قال والأعمش : المراد الحمر الوحشية ، شبههم تعالى بالحمر مذمة وتهجينا لهم . وقرأ ابن عباس نافع وابن عامر والمفضل عن عاصم : ( مستنفرة ) بفتح الفاء ، والمعنى : استنفرها فزعها من القسورة . وباقي السبعة بكسرها ، أي : نافرة . نفر واستنفر بمعنى عجب واستعجب وسخر واستسخر ، ومنه قول الشاعر :
أمسك حمارك إنه مستنفر في إثر أحمرة عهدن لعرب .
ويناسب الكسر قوله : ( فرت ) . وقال محمد بن سلام : سألت أبا سرار الغنوي ، وكان أعرابيا فصيحا ، فقلت : كأنهم حمر ماذا مستنفرة ؟ قال : طردها قسورة . فقلت : إنما هو ( فرت من قسورة ) ، قال : أفرت ؟ قلت : نعم ، قال : فمستنفرة إذن .
قال ابن عباس وأبو موسى الأشعري وقتادة وعكرمة : القسورة ، الرماة . وقال أيضا ، ابن عباس وجمهور من اللغويين : الأسد . وقال وأبو هريرة ابن جبير : رجال [ ص: 381 ] القنص ، وهو قريب من القول الأول ، وقاله أيضا . وقال ابن عباس : القسورة أول الليل ، والمعنى : فرت من ظلمة الليل ، ولا شيء أشد نفارا من حمر الوحش ، ولذلك شبهت بها العرب الإبل في سرعة سيرها وخفتها . ( ابن الأعرابي بل يريد كل امرئ منهم ) أي : من المعرضين عن عظات الله وآياته ( أن يؤتى صحفا منشرة ) أي : منشورة غير مطوية تقرأ كالكتب التي يتكاتب بها ، أو كتبت في السماء نزلت بها الملائكة ساعة كتبت رطبة لم تطو بعد ، وذلك أنهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لن نتبعك حتى يؤتى كل واحد منا بكتاب من السماء عنوانه : من رب العالمين إلى فلان بن فلان ، يؤمر فيها باتباعك ، ونحوه ( لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ) . وروي أن بعضهم قال : إن كان يكتب في صحف ما يعمل كل إنسان ، فلتعرض تلك الصحف علينا ، فنزلت هذه الآية . وقرأ الجمهور : " صحفا " بضم الصاد والحاء ، ( منشرة ) مشددا . : بإسكانها ( منشرة ) مخففا ، ونشر وأنشر مثل نزل وأنزل . شبه نشر الصحيفة بإنشار الله الموتى ، فعبر عنه ب ( منشرة ) من أنشرت ، والمحفوظ في الصحيفة والثوب نشر مخففا ثلاثيا ، ويقال في الميت : أنشره الله فنشر هو ، أي : أحياه فحيي . ( كلا ) ردع عن إرادتهم تلك وزجر لهم عن اقتراح الآيات ( وابن جبير بل لا يخافون الآخرة ) ولذلك أعرضوا عن التذكرة لا لامتناع إيتاء الصحف . وقرأ الجمهور : ( يخافون ) بياء الغيبة . وأبو حيوة : بتاء الخطاب التفاتا . ( كلا ) ردع عن إعراضهم عن التذكرة ( إنه تذكرة فمن شاء ذكره ) ذكر في إنه وفي ذكره ; لأن التذكرة ذكر . وقرأ نافع وسلام ويعقوب : تذكرة بتاء الخطاب ساكنة الذال . وباقي السبعة وأبو جعفر والأعمش وطلحة ، و عيسى : بالياء . وروي عن والأعرج أبي حيوة : يذكرون بياء الغيبة وشد الذال .
وروي عن أبي جعفر : تذكرون بالتاء وإدغام التاء في الذال . ( هو أهل التقوى ) أي : أهل أن يتقى ويخاف ، وأهل أن يغفر . وروى - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فسر هذه الآية فقال : " يقول لكم ربكم جلت قدرته وعظمته : أنا أهل أن أتقى ، فلا يجعل يتقى إله غيري ، ومن اتقى أن يجعل معي إلها غيري فأنا أغفر له " . وقال أنس بن مالك : في قوله تعالى ( الزمخشري وما يذكرون إلا أن يشاء الله ) يعني : إلا أن يقسرهم على الذكر ويلجئهم إليه ; لأنهم مطبوع على قلوبهم ، معلوم أنهم لا يؤمنون اختيارا .