وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون
بعد أن كذبهم في قولهم ولنحمل خطاياكم ، وكشف كيدهم بالمسلمين - عطف عليه ما أفاد أنهم غير ناجين من حمل تبعات لأقوام آخرين ، وهم الأقوام الذين أضلوهم وسولوا لهم الشرك والبهتان على وجه التأكيد بحملهم ذلك . فذكر الحمل تمثيل ، والأثقال مجاز عن الذنوب والتبعات . وهو تمثيل للشقاء والعناء يوم القيامة بحال الذي يحمل متاعه وهو موقر به فيزاد حمل أمتعة أناس آخرين .
وقد علم من مقام المقابلة أن هذا حمل تثقيل وزيادة في العذاب ، وليس حملا يدفع التبعة عن المحمول عنه ، وأن الأثقال المحمولة مع أثقالهم هي ذنوب الذين أضلوهم ، وليس من بينها شيء من ذنوب المسلمين ؛ لأن المسلمين سالمون من تضليل المشركين بما كشف الله لهم من بهتانهم .
وجملة وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون تذييل جامع لمؤاخذتهم بجميع ما اختلقوه من الإفك والتضليل سواء ما أضلوا به أتباعهم وما حاولوا به بتضليل المسلمين ، فلم يقعوا في أشراكهم ، وقد شمل ذلك كله لفظ الافتراء ، كما عبر عن محاولتهم تغرير المسلمين بأنهم فيه كاذبون .