ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزؤا الإشارة إما إلى ما تقدم من وعيدهم في قوله إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ، أي ذلك الإعداد جزاؤهم .
وقوله جزاؤهم خبر عن اسم الإشارة . وقوله جهنم بدل من جزاؤهم بدلا مطابقا لأن إعداد جهنم هو عين جهنم وإعادة لفظ جهنم أكسبه قوة التأكيد .
وإما إلى مقدر في الذهن دل عليه السياق بينه ما بعده على نحو استعمال ضمير الشأن مع تقدير مبتدأ محذوف . والتقدير : الأمر والشأن ذلك جزاؤهم جهنم . [ ص: 49 ] والباء للسببية ، وما مصدرية ، أي بسبب كفرهم .
واتخذوا عطف على كفروا فهو من صلة ما المصدرية . والتقدير : وبما اتخذوا آياتي ورسلي هزؤا ، أي باتخاذهم ذلك كذلك .
والرسل يجوز أن يراد به حقيقة الجمع فيكون إخبارا عن حال كفار قريش ومن سبقهم من الأمم المكذبين ، ويجوز أن يراد به الرسول الذي أرسل إلى الناس كلهم وأطلق عليه اسم الجمع تعظيما كما في قوله نجب دعوتك ونتبع الرسل . والهزؤ - بضمتين - مصدر بمعنى المفعول . وهو أشد مبالغة من الوصف باسم المفعول ، أي كانوا كثيري الهزؤ بهم .