[ ص: 250 ] أن لهم أجرا حسنا ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ماكثين فيه أبدا عطف على قوله لينذر بأسا ، فهو سبب آخر لإنزال الكتاب أثارته مناسبة ذكر الإنذار ليبقى الإنذار موجها إلى غيرهم .
وقوله أن لهم أجرا حسنا متعلق بـ " يبشر " بحذف حرف الجر مع ( أن ) أي بأن لهم أجرا حسنا ، وذكر الإيمان والعمل الصالح للإشارة إلى أن استحقاق ذلك الأجر بحصول ذلك لأمرين ، ولا يتعرض القرآن في الغالب لحالة حصول الإيمان مع شيء من الأعمال الصالحة كثير أو قليل ، ولحكمه أدلة كثيرة .
والمكث : الاستقرار في المكان ، شبه ما لهم من اللذات والملائمات بالظرف الذي يستقر فيه حاله للدلالة على أن الأجر الحسن كالمحيط بهم لا يفارقهم طرفة عين ، فليس قوله أبدا بتأكيد لمعنى " ماكثين " بل أفيد بمجموعها الإحاطة والدوام .