( وخسف القمر ( 8 ) وجمع الشمس والقمر ( 9 ) يقول الإنسان يومئذ أين المفر ( 10 ) كلا لا وزر ( 11 ) إلى ربك يومئذ المستقر ( 12 ) ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ( 13 ) )
( وخسف القمر ) أظلم وذهب نوره وضوءه . ( وجمع الشمس والقمر ) أسودين مكورين كأنهما ثوران عقيران . وقيل : يجمع بينهما في ذهاب الضياء . وقال : يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكونان نار الله الكبرى . ( عطاء بن يسار يقول الإنسان ) أي الكافر المكذب ( يومئذ أين المفر ) أي : المهرب وهو موضع الفرار . [ وقيل : هو مصدر ، أي : أين الفرار ] قال الله تعالى : ( كلا لا وزر ) لا حصن ولا حرز ولا ملجأ . وقال : لا جبل وكانوا إذا فزعوا لجئوا إلى الجبل فتحصنوا به . [ فقال الله تعالى ] لا جبل يومئذ يمنعهم . ( السدي إلى ربك يومئذ المستقر ) أي مستقر الخلق .
وقال : المصير والمرجع ، نظيره : قوله تعالى : عبد الله بن مسعود إلى ربك الرجعى ( العلق - 8 ) " وإلى الله المصير " ( آل عمران - 28 ) ( النور - 42 ) ( فاطر - 18 ) .
وقال : المنتهى ، نظيره : السدي وأن إلى ربك المنتهى ( النجم - 42 ) . ( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ) [ قال ابن مسعود : " بما قدم " قبل موته من عمل صالح وسيئ ، وما أخر : بعد موته من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها . وابن عباس
وقال عطية عن ابن عباس : " بما قدم " من المعصية " وأخر " من الطاعة .
وقال قتادة : بما قدم من طاعة الله ، وأخر من حق الله فضيعه . [ ص: 283 ]
وقال مجاهد : بأول عمله وآخره . وقال عطاء : بما قدم في أول عمره وما أخر في آخر عمره .
وقال : بما قدم من أمواله لنفسه وما أخر خلفه للورثة زيد بن أسلم