قال : ولا تجوز الهجرة بخبر الواحد بما توجب الهجرة نص عليه في رواية القاضي أبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان فقال : حدثني ابن مكرم الصفار حدثنا مثنى بن جامع الأنباري قال : ذكر هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني حديث أبو عبد الله المثنى { كان لا يأخذ بالقرف ولا يصدق أحدا على أحد } فقال : إلى هذا أذهب أنا أو هذا مذهبي ابن مكرم يشك وروى أبو مزاحم حدثني ابن مكرم حدثني الحسن بن الصباح البزار حدثنا عن وكيع سفيان عن عن محمد بن جحادة الحسن قال : { } . فإن قيل لا يمتنع أن يهجر بخبر الواحد ; لأنه يكسب التهمة كما يجوز الحبس بالتهمة لخبر كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأخذ بالقرف ولا يصدق أحدا على أحد عن أبيه عن جده عن { بهز بن حكيم } . النبي صلى الله عليه وسلم أنه حبس في تهمة
وقد قال في رواية أحمد المروذي { وحنبل } . قيل : يحتمل أن يكون وجه الحديث أن رجلا ادعى على رجل حقا يتعلق بالمال وبالبدن ، وأقام شاهدين ظاهرهما العدالة ، ولم يعرف النبي صلى الله عليه وسلم عدالتهما في الباطن فحبس المشهود عليه ليسأل عن عدالتهما في الباطن ; لأن شهادتهما تهمة في حق المدعى عليه وهذا معدوم في مسألتنا انتهى كلام : حبس النبي صلى الله عليه وسلم في تهمة . وقد حمل بعض أصحابنا كلام القاضي على ظاهره في الحبس في تهمة فيتوجه عليه الهجر بخبر الواحد وفي المسألتين نظر والله أعلم . أحمد
والقرف التهمة يقال : قرفته بكذا إذا أضفته إليه وعبته واتهمته . وقد تقدم في أوائل الكتاب عند ذكر الغيبة إخبار للنبي صلى الله عليه وسلم بالذي [ ص: 241 ] قال من ابن مسعود الأنصار : إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله فيما رواه أبو داود والترمذي ، أظنه من حديث ونظيره إخبار ابن مسعود للنبي عن كلام زيد بن أرقم عبد الله بن أبي ، وهو في الصحيحين ، وفيه أنزلت سورة المنافقين ، وقال قال ابن عبد البر : إذا كان لك أخ في الله تعالى فلا تماره ولا تسمع فيه من أحد ، فربما قال لك ما ليس فيه فحال بينك وبينه ، وقد قيل معاذ بن جبل
: إن الوشاة كثير إن أطعتهم لا يرقبون بنا إلا ولا ذمما
الإل اختلف فيه ، واستشهد ابن الجوزي بهذا البيت على أنه القرابة وقيل أيضا :لقد كذب الواشون ما بحت عندهم بسر ولا راسلتهم برسول
أي : برسالة استشهد به ابن الجوزي في قوله تعالى : { فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين } المعنى إنا رسالة رب العالمين أي : ذوو رسالة رب العالمين هذا قول . الزجاج
وقال : الرسول يكون في معنى الجمع كقوله تعالى : { ابن قتيبة هؤلاء ضيفي } وقوله تعالى : { ثم يخرجكم طفلا } وروى في تاريخه أن رجلا ذكر في مجلس الحاكم ، فتناوله بعض أهل المجلس ، فقال له مسلم بن قتيبة سلم يا هذا أوحشتنا من نفسك ، وآيستنا من مودتك ، ودللتنا على عورتك سلم ثقة روى له توفي سنة مائتين . البخاري
[ ص: 242 ] فصل
لعل الله ينقذ به . نقله من عنده سماع لمبتدع فطلبه دفعه إليه عبد الله ، وحضر زنديق مجلس فقال له أبي عبد الله هذا عدو الله كبش الزنادقة ، فقال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ : من أمركم بهذا عمن أخذتم هذا ؟ دعوا الناس يأخذون العلم وينصرفون ، وقد تقدم ما يخالف هذا عن غير واحد من الأئمة . أبو عبد الله :