[ ص: 1 - 3 ] فصل ( في ) الخوف والصبر والرضا
يسن لكل مسلم مكلف خوف السابقة ، والخاتمة والمكربة ، والخديعة ، والفضيحة ، والصبر على الطاعة والنعم والبلاء والنقم في بدنه وعرضه وأهله وماله ، وعن كل مأثم ، واستدراك ما فات من الهفوات ، وقصد القرب والطاعة بنيته وفعله ، كقوله : وسائر حركاته وسكناته ، والزهد في الدنيا ، والرغبة في الآخرة ، والنظر في حاله وماله ، وحشره ونشره وسؤاله ، ويسن رجاء قبول الطاعة ، والتوبة من المعصية والقناعة ، والاكتفاء بالكفاية المعتادة بلا إسراف ولا تقتير ذكر ذلك في الرعاية الكبرى وغيرها .
وقال في نهاية المبتدئين : هل يجب الرضا بالمرض والسقم والفقر ، والعاهة وعدم العقل ؟
قال القاضي : لا يلزم ، وقيل : بلى قال الرضا بقضاء الله تعالى واجب فيما كان من فعله تعالى كالأمراض ونحوها قال : فأما ما نهى عنه من أفعال العباد كالكفر والضلال فلا يجوز إجماعا إذ الرضا بالكفر والمعاصي كفر وعصيان . ابن عقيل
وذكر الشيخ تقي الدين أن الرضا بالقضاء ليس بواجب في أصح قولي العلماء إنما الواجب الصبر وذكر في كتاب الإيمان : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } .
فلم يجعل لهم ريبا عند المحن التي تقلقل الإيمان في القلوب ، والريب يكون في علم القلب وعمله بخلاف الشك فإنه لا يكون إلا في العلم فلهذا لا يوصف باليقين إلا من اطمأن قلبه علما وعملا ، وإلا فإذا كان عالما بالحق ولكن المصيبة أو الخوف أورثه جزعا عظيما لم يكن صاحب يقين .