كان بايع بولاية العهد لابنه : المتوكل ، ثم المنتصر المعتز ، ثم المؤيد ، ثم إنه أراد أن يقدم المعتز لمحبته لأمه ، فسأل أن ينزل عن العهد فأبى ، [ ص: 544 ] فكان يحضره مجلس العامة ويحط منزلته ، ويتهدده ويشتمه ويتوعده ، واتفق أن المنتصر الترك انحرفوا عن لأمور ، فاتفق المتوكل الأتراك مع على قتل أبيه ، فدخل عليه خمسة وهو في جوف الليل في مجلس لهوه ، فقتلوه هو ووزيره المنتصر الفتح بن خاقان; وذلك في خامس شوال ، سنة سبع وأربعين ومائتين .
ورئي في النوم ، فقيل له : (ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي بقليل من السنة أحييتها ) .
ولما قتل . . . رثته الشعراء ، ومن ذلك قول يزيد المهلبي :
جاءت منيته والعين هاجعة هلا أتته المنايا والقنا قصد خليفة لم ينل ما ناله أحد
ولم يصع مثله روح ولا جسد