وقال غيره : كان وافر الأدب ، مليح الشعر ، وكان يحب خادما أهدي إليه من الواثق مصر ، فأغضبه يوما ، ثم إنه سمعه يقول لبعض الخدم : والله; إنه ليروم أن أكلمه من أمس فما أفعل ، فقال الواثق . الواثق
يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا ما أنت إلا مليك جار إذا قدرا لولا الهوى لتجارينا على قدر
وإن أفق منه يوما ما فسوف ترى
مهج يملك المهج بسجى اللحظ والدعج
حسن القد مخطف ذو دلال وذو غنج
ليس للعين إن بدا عنه باللحظ منعرج
وكان شاعرا ، وكان أعلم الخلفاء بالغناء ، وله أصوات وألحان عملها نحو مائة صوت ، وكان حاذقا بضرب العود ، وكان راوية للأشعار والأخبار .
وقال الفضل اليزيدي : (لم يكن في خلفاء بني العباس أكثر رواية للشعر من ، فقيل له : كان أروى من الواثق ؟ فقال : نعم ، كان المأمون قد مزج بعلم المأمون العرب علم الأوائل من النجوم والطب والمنطق ، وكان لا يخلط بعلم الواثق العرب شيئا ) .
وقال يزيد المهلبي : (كان كثير الأكل جدا ) . الواثق
وقال ابن فهم : (كان خوان من ذهب ، مؤلف من أربع قطع ، يحمل [ ص: 533 ] كل قطعة عشرون رجلا ، وكل ما على الخوان من غضارة وصفحة وسكرجة من ذهب ، فسأله للواثق ألا يأكل عليه للنهي عنه ، فأمر أن يكسر ذلك ويضرب ، ويحمل إلى بيت المال ) . ابن أبي دؤاد