1749 - أهل برقة أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد بن أبي زرعة ، أبو بكر البرقي ، من .
حدث . قيل إن أخاه وكان ثقة ثبتا محمدا كان قد صنف التاريخ ولم يتمه ، فأتمه هو ، وحدث به ، وكان إسنادهما واحدا ، وكان أحمد يمشي في سوق الدواب فضربته دابة فمات من يومه ، وذلك في رمضان هذه السنة .
1750 - [أحمد بن عبد العزيز بن داود بن مهران الحرابي .
رحل وكتب الحديث ، وحفظ ، وروى ، وعاد إلى حران ، فتوفي بها في هذه السنة ] .
1751 - أحمد بن طولون .
وطولون تركي ، أنفذه نوح بن أسد عامل بخارى إلى سنة مائتين ، وتوفي سنة أربعين ومائتين ، وولد له المأمون أحمد ببغداد سنة عشرين ومائتين ، ونشأ بعيد الهمة ، وكان يستقل عقول الأتراك وأديانهم ، ويقول : إن حرمة الدين عندهم منهوكة وكانوا يهابونه ، ويتقوون به على الأموال ، وتمكنت له المحبة في قلوب الناس ، ونشأ على الخير والصلاح ، وحفظ القرآن ، وطلب الحديث ، فلقي الشيوخ وسمع منهم ، ثم سأل الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان أن يوقع له برزقه على الثغر ليكون في جهاد متصل وثواب دائم ، ففعل ، وكانت ولايته ما بين رحبة [ مالك ] بن طوق إلى المغرب ، [ ص: 231 ] وكانت أمه بسر من رأى ، فبلغه أنها تبكيه لبعده ، فرجع إليها فخرج على الرفقة الذين صحبهم أعراب ، فقاتلهم أشد قتال ، ونصر عليهم ، وخلص من أيديهم أموالا قد حملت إلى ، فحسن مكانه عنده ، وبعث إليه المستعين سرا ألف دينار ، وقال للرسول : عرفه محبتي له ، وإيثاري لاصطناعه غير أني أخاف أن أظهر له ما في قلبي فيقتله المستعين الأتراك .
ثم استدام الإنعام عليه ، ووهب له جارية اسمها : مياس ، فولدت له ابنه في محرم سنة خمسين ومائتين ، ولما تنكر خمارويه الأتراك وخلعوه وولوا للمستعين المعتز أحدروه إلى واسط وقالوا : من تختار أن يكون في صحبتك؟ فقال : ، فبعثوه معه ، فأحسن صحبته ، ثم خاف غلمان أحمد بن طولون من كيد المتوكل ، فكتبوا إلى المستعين أن [ اقتله فإن ] قتلته وليناك أحمد بن طولون واسطا .
فكتب إليهم : والله لا رآني الله قتلت خليفة بايعت له أبدا . فأنفذوا إليه سعيدا الحاجب ، فلما رآه قال : قد جاء جزار المستعين بني العباس ، فتسلمه ، وضرب خيمة على بعد ، فأدخله إليها ، ثم خرج وألقاها على ما فيها ورحل . فلما بعد نظروا ، فإذا هو قد حمل رأس معه ، فغسل المستعين الجثة وكفنها وواراها ، وعاد إلى أحمد بن طولون سر من رأى ، فزاد محله عند الأتراك ، ووصفوه بحسن المذهب ، فولوه مصر نيابة عن أميرها في سنة أربع وخمسين ، فقال حين دخلها : غاية ما وعدت به في قتل ولاية المستعين واسط ، فتركت ذلك لأجل الله تعالى فعوضني الله ولاية مصر والشام .
[ ص: 232 ] ثم قتل والي مصر في أيام ، فصار مستبدا بنفسه في أيام المهتدي ، وركب يوما إلى الصيد فلما طعن في البرية غاضت يد دابة بعض أصحابه في وسط الرمل ، فكشف المكان فرأى مطلبا واسعا ، فأمر أن يعمل فيه ، فوجد فيه من المال ما قيمته ألف ألف دينار ، فأنفق معظم ذلك في البر والصدقة وبناء الجامع ، وقال له وكيله يوما : ربما امتدت إلى الكف المطوقة ، والمعصم فيه السوار ، والكف الناعم ، أفامنع هذه الطبقة؟ فقال له : ويحك ، هؤلاء المستورون الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ، احذر أن ترد يدا امتدت إليك . المعتمد
وحسن له بعض التجار التجارة ، فدفع إليه خمسين ألف دينار ، فرأى فيما يرى النائم كأنه يمشمش عظما ، فدعى المعبر فقص عليه ما رأى ، فقال : قد سمت عمة الأمير إلى مكسب لا يشبه خطره . فاستدعى صاحب صدقاته ، وقال له : امض إلى التاجر ، وخذ [ منه ] الخمسين ألف دينار ، وتصدق بها .
ولما اشتد مرضه في علة الموت فخرج المسلمون بالمصاحف ، واليهود بالتوراة ، والنصارى بالأناجيل ، والمعلمون بالصبيان ، وكثر الدعاء في الصحراء والمساجد ، فلما أحس بالموت رفع يده وقال : يا رب ، ارحم من جهل مقدار نفسه وأبطره حكمك عنه . ثم تشهد وقضى في ذي القعدة من هذه السنة ، وقيل : في التي قبلها .
وكان عمره خمسين سنة ، وخلف ثلاثة وثلاثين ولدا منهم سبعة عشر ذكرا ، وترك عشرة آلاف ألف دينار ، وكان له من المماليك سبعة آلاف ، ومن الخيل على مربطه سبعة آلاف فرس ، ومن الجمال والبغال ستة آلاف رأس ، ومن المراكب الخاصة ثلاثمائة ، ومن المراكب الحربية مائة مركب ، ومن الغلمان أربعة وعشرون ألفا ، وكان خراج مصر [ ص: 233 ] في أيامه أربعة آلاف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار .
[ وأنفق على المصالح أموالا كثيرة منها على الجامع مائة وعشرين ألف دينار ] وكان يتصدق في كل شهر بثلاثة آلاف دينار شاذة سوى الراتب ، وكان راتب مطبخه في كل يوم ألف دينار ، وكان يجري على أهل المساجد كل شهر ألف دينار ، وعلى فقراء الثغر كذلك ، وحمل إلى بغداد في أيامه ما فرق على الصالحين والعلماء ألفي ألف دينار ومائتي ألف دينار . ورآه بعض المتزهدين في المنام بحال حسنة ، فقال له : ما ينبغي لمن سكن الدنيا أن يحتقر حسنة فيدعها ، ولا سيئة فيأتيها ، عدل بي عن النار إلى الجنة بتثبتي على متظلم عيي اللسان ، شديد التهيب ، فسمعت منه وصبرت عليه حتى قامت حجته ، وتقدمت بإنصافه ، وما في الآخرة على رؤساء الدنيا أشد من الحجاب الملتمسي الإنصاف . ورآه آخر في المنام فقال له : إنما البلاء من ظلم من لا ناصر له .
أخبرنا ، أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد] القزاز أخبرنا [أبو بكر بن ثابت] الخطيب الحسين بن محمد بن المؤدب ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله المالكي ، حدثنا محمد بن علي بن سيف قال : سمعت الحسين بن أحمد النديم قال : سمعت محمد بن علي المادرائي قال : كنت أجتاز بتربة ، فأرى شيخا يقرئ عند قبره ملازما للقبر ، ثم أني لم أره مدة ، ثم رأيته بعد ذلك ، فقلت له : ألست الذي كنت أراك عند قبر أحمد بن طولون ابن طولون تقرأ عليه؟ قال : بلى . قد كان والينا في هذا البلد ، وكان له علينا بعض العدل ، وإن لم يكن الكل ، فأحببت أن أصله بالقرآن . قلت له : فلم انقطعت [ ص: 234 ] عنه ؟ قال لي : رأيته في النوم ، وهو يقول لي : أحب أن لا تقرأ عندي ، فكأني أقول له : لأي سبب؟ فقال : ما يمر بي آية إلا قرعت بها وقيل لي : أما سمعت هذه؟ ! .
1752 - [إبراهيم بن مرزوق بن دينار ، أبو إسحاق البصري] .
قدم مصر ، ، وذهب بصره قبل موته . وكان ثقة ثبتا
وتوفي بمصر في جمادى الآخرة من هذه السنة ] .
1753 - إسماعيل [بن عبد الله] بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال ، أبو النضر العجلي .
مروزي الأصل ، وهو ابن أخي نوح بن ميمون المضروب . سمع خلقا كثيرا وروى عنه : محمد بن مخلد الدوري . ، وأبو الحسين بن المنادي
أخبرنا ، أخبرنا [أبو منصور] القزاز أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] الخطيب ، أخبرنا أبو بكر البرقاني إبراهيم بن محمد المزكي ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال : أنشدني أبو النضر العجلي لنفسه :
تخبرني الآمال أني معمر وأن الذي أخشاه عني مؤخر فكيف ومر الأربعين قضيته
علي بحكم قاطع لا يغير [إذا المرء جاز الأربعين فإنه
أسير لأسباب المنايا ومعثر]
1754 - بهبوذ صاحب الزنج .
قد ذكرنا أحواله ، وكان خروجه يوم الأربعاء لأربع بقين من رمضان سنة خمس وخمسين وقتل يوم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة سبعين ، وكانت أيامه أربع عشرة سنة وأربعة أشهر وستة أيام .
وحكى أن مبلغ من قتل في هذه المدة من الناس ألف ألف وخمسمائة ألف [ رجل ] واستأمن من أصحابه خمسة عشر ألف رجل . أبو بكر الصولي
1755 - حمدون بن عباد ، أبو جعفر البزاز ، المعروف : بالفرغاني .
سمع يزيد بن هارون ، وعلي بن عاصم . روى عنه : البغوي ، وكان اسمه أحمد ، ولقبه : حمدون ، وهو الغالب عليه . الخطيب : محله عندنا الصدق والأمانة . روى أحاديث بواطل فالحمل فيها على غيره . توفي في محرم هذه السنة . قال
1756 - داود بن علي بن خلف ، أبو سليمان الفقيه الظاهري .
ولد سنة مائتين ، وسمع سليمان بن حرب ، والقعنبي ، وغيرهم . [ ص: 236 ] ، ومسددا
ورحل إلى نيسابور ، فسمع من "المسند" و "التفسير" ، وكان يرد إلى إسحاق بن راهويه إسحاق وما كان أحد يتجاسر عليه يرد عليه غيره ، ثم قدم بغداد فسكنها ، وصنف كتبه بها ، وهو إمام أصحاب الظاهر ، وكان ورعا ناسكا زاهدا إلا أن مذهبه طريف يدعي الجمود على النقل ، ويخالف كثيرا من الأحاديث ، ويلتفت على مفهوم الحديث إلى صورة لفظه ، و [ في ] هذا تغفيل .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا [أبو بكر] أحمد بن [علي بن] ثابت ، حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق ، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني قال : حدثني أحمد بن الحسين قال : سمعت أبا عبد الله المحاملي يقول : صليت صلاة العيد في يوم فطر في جامع المدينة ، فلما انصرفت قلت في نفسي : أدخل على داود بن علي أهنئه؟ وكان ينزل قطيعة الربيع ، فجئته وقرعت عليه الباب ، فأذن لي ، فدخلت عليه ، وإذا بين يديه طبق فيه أوراق هندباء وعصارة فيها نخالة ، وهو يأكل ، فهنأ به ، وتعجبت من حاله ، فرأيت أن جميع ما نحن فيه من الدنيا ليس بشيء وخرجت من عنده ، فدخلت على رجل من مكثري القطيعة ، يعرف : بالجرجاني ، فلما علم بمجيئي [ إليه ] خرج إلي حاسر الرأس ، حافي القدمين وقال : ما عنى القاضي أيده الله؟ .
قلت : مهم . قال : وما هو؟ قلت : في جوارك داود بن علي ، ومكانه من العلم ما تعلم وأنت كثير البر والرغبة في الخير تغفل عنه ، وحدثته حديثه وما رأيت منه فقال لي : داود شرس [ ص: 237 ] الأخلاق ، اعلم أيها القاضي ! أني وجهت إليه البارحة ألف درهم مع غلامي ليستعين بها في بعض أموره فردها مع الغلام ، وقال للغلام : وقل له بأي عين رأيتني ، وما الذي بلغك من حاجتي وخلتي حتى وجهت بهذا . فتعجبت من ذلك وقلت له : هات الدراهم ، فإني أحملها إليه أنا . فدعا بها ودفعها إلي وقال : ناولني الكيس الأخير ، فجاءه بكيس فوزن ألفا أخرى فقال : تيك لنا ، وهذه لموضع القاضي وعنايته . فأخذت الألفين وجئت إليه ، فقرعت بابه ، فخرج وكلمني من وراء الباب وقال : ما رد القاضي؟ قلت : حاجة أكلمك فيها ، فدخلت وجلست ساعة ، ثم أخرجت الدراهم وجعلتها بين يديه ، فقال : هذا جزاء من ائتمنك على سره إنما بأمانة العلم أدخلتك إلي ، ارجع فلا حاجة لي فيما معك .
قال المحاملي : فرجعت وقد صغرت الدنيا في عيني ، ودخلت على الجرجاني وأخبرته بما رأيت . فقال : أما أنا [ فقد ] أخرجت هذه الدراهم لله تعالى ، فلا ترجع في مالي [ أبدا ] فليتول القاضي [ في ] إخراجها في أهل الستر والعفاف من المتجملين بالستر والصيانة على ما يراه ، فقد أخرجتها عن قلبي .
أخبرنا أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد] القزاز حدثنا [أحمد بن علي] الخطيب [أبو طالب علي بن] يحيى بن علي الدسكري ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال : سمعت علي بن حمزة . قال : سمعت أبا بكر بن داود يقول : سمعت أبي يقول خير الكلام ما دخل الأذن بلا إذن . [ ص: 238 ]
قال المصنف : قدم داود بغداد فسأل صالح بن أحمد بن حنبل أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه ، فاستأذن له ، فقال [ أحمد ] قد كتب إلي محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني - وفي رواية عنه : أنه قال الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق ، والذي يقرأ الناس مخلوق .
أخبرنا ، أخبرنا [أبو منصور] القزاز ، أخبرنا [أبو بكر] بن ثابت الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي قال : وفي رمضان سنة سبعين ومائتين مات داود بن علي الأصبهاني ، وهو . وفي رواية : أنه توفي في ذي القعدة . أول من أظهر انتحال الظاهر ، ونفى القياس في الأحكام قولا ، واضطر إليه فعلا ، فسماه دليلا
1757 - الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل الجيزي ، صاحب الشافعي مولى مراد ، يكنى : أبا محمد .
وكان فقيها سيدا ، يروي عن وغيره . عبد الله بن وهب
توفي في شعبان هذه السنة ، وصلى عليه خمارويه بن أحمد بن طولون .
1758 - [زكريا بن يحيى بن أسد ، أبو يحيى المروزي ، يعرف بزكرويه] .
سكن بغداد بباب خراسان ، وحدث عن سفيان بن عيينة ، وأبي معاوية ، ومعروف الكرخي ، روى عنه المحاملي ، وابن مخلد ، وأبو العباس الأصم .
وتوفي في هذه السنة ] .
1759 - عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري العنبري .
[ ص: 239 ] سمع حسينا الجعفي ، وأبا داود الحفري ، وغيرهما . وروى عنه : ، ابن صاعد وابن أبي حاتم ، وقال : هو صدوق .
أخبرنا أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد] القزاز أخبرنا [أحمد بن علي] بن ثابت [أبو بكر] البرقاني ، أخبرنا [إبراهيم بن محمد] المزكي ، أخبرنا [أبو العباس محمد بن إسحاق] السراج قال : أنشدني أبو البختري :
يمنعني من عيب غيري الذي أعرفه في من العيب
وكيف شغلي بسوى مهجتي أم كيف لا أنظر في جيبي
إن كان عيبي غاب عنهم فقد أحصى ذنوبي عالم الغيب
عيبي لهم بالظن مني لهم ولست من عيبي في ريب
لو أنني أقبل من واعظ إذا كفاني واعظ الشيب
1760 - الفضل بن العباس ، أبو بكر ، المعروف : بفضلك الرازي .
سمع هدبة ، وقتيبة . حدث عنه : ، وابن راهويه ، محمد بن مخلد . وكان ثقة ثبتا حافظا إمام عصره في معرفة الحديث
توفي ببراثا من غربي بغداد في صفر هذه السنة ، ودفن هناك .
1761 - الفضل بن العباس بن موسى ، أبو نعيم العدوي الإستراباذي .
روى عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، وأبي حذيفة النهدي ، وسهل بن بكار ، وغيرهم ، ، وسليمان بن حرب ، مقبول القول عند الخاص والعام ، وهو الذي تقدم إلى وكان فقيها فاضلا ثقة أحمد بن عبد الله الطائي لما أراد أن يغير على إستراباذ ، فاشترى منه [ ص: 240 ] البلد وأهله ستمائة ألف درهم ووزعها على الناس ، ويقال : إنه قتله محمد بن زيد العلوي ، في سر ، وأخفاه وذلك في هذه السنة .
1762 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن فرخان الفرخاني .
روى عنه : البغوي ، وغيره . . وكان فقيها ، فاضلا ، ورعا ، متقنا ، ثبتا ، زاهدا
توفي في هذه السنة بسمرقند وله ست وثمانون سنة .
1763 - محمد [بن إسحاق] بن جعفر ، وقيل : ابن إسحاق بن محمد ، أبو بكر الصاغاني .
كان أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين ، واشتهار بالسنة ، واتساع في الرواية ، ورحل في طلب العلم إلى البلاد ، وسمع من يعلى بن عبيد الطنافسي ، ويزيد بن هارون ، وروح ، وخلق كثير . روى عنه : ، ابن أبي الدنيا والنسائي . وقال ، وابن خزيمة : الدارقطني . كان ثقة فوق الثقة
أخبرنا القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي الحافظ ، أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن محمد البزار ، حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال : قرئ على : مات أبي الحسين بن المنادي لسبع خلون من صفر سنة سبعين ومائتين يوم الخميس . الصاغاني
1764 - محمد بن الحسين بن المبارك ، أبو جعفر ، يعرف بالأعرابي .
سمع أسود بن عامر ، ويونس بن محمد ، وغيرهما . روى عنه : ، [ ص: 241 ] وغيره . ابن صاعد توفي له ولد نفيس يحفظ الحديث فتغير لذلك إلى أن مات لعشر بقين من رمضان [ هذه السنة ] . وكان ثقة [ كثير السماع ]
1765 - مصعب بن أحمد بن مصعب ، أبو أحمد القلانسي .
بغدادي المولد والمنشأ ، أصله من مرو ، وهو من زهاد المتصوفة من قران الجنيد ، ورويم ، وإليه ينتمي أبو سعيد [ ابن ] الأعرابي .
أخبرنا أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد] القزاز ، أخبرنا [أحمد بن علي] بن ثابت أبو نعيم الحافظ قال : أخبرني في كتابه قال : قال لي جعفر الخلدي أبو أحمد القلانسي : فرق رجل من الفقراء ببغداد أربعين ألف درهم ، فقال لي سمنون : يا [ أبا ] أحمد ، ما ترى ما أنفق هذا وما قد عمله ونحن ما نرجع إلى شيء ننفقه ، فامض بنا إلى موضع نصلي [ فيه ] بكل درهم ركعة . قال : فذهبنا إلى المدائن ، فصلينا أربعين ألف ركعة وزرنا قبر سلمان وانصرفنا .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي ، حدثنا عبد العزيز بن علي الخياط ، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني قال : حدثني عبد السلام بن محمد بن أبي موسى قال : حدثني أحمد بن محمد الزيادي قال : كان سبب تزويج أبي أحمد القلانسي بعد تفرده ولزومه المساجد والصحاري أنه كان يصحبه شاب يعرف بمحمد الغلام ، وهو محمد بن يعقوب المالكي ، وكان حدث السن ، فقال : أنا أحب أن أتزوج ، فسأل [ أبا ] أحمد بريهة أن يطلب له زوجة .
[ قال ] : فكلمت إنسانا يقال له [ ص: 242 ] ابن المطبخي من النساك في بنت له ، فأجاب ، واتعدوا منزل بريهة ليعقد أبو أحمد النكاح ، ومعنا رويم ، والقطيعي ، وجماعة ، فحضر أبو الصبية ، فلما عزموا على النكاح جزع محمد الغلام وقال : قد بدا لي . فغضب أبو أحمد ، وقال : تخطب إلى رجل كريمته ، ثم تأبى؟ لا يتزوجها غيري ، فتزوجها في ذلك اليوم ، فلما عقدنا النكاح قام أبوها فقبل رأس أبي أحمد ، وقال : ما كنت أظن أن قدري عند الله عز وجل أن أصاهرك ، ولا قدر ابنتي أن تكون أنت زوجها . وكانت عنده حتى مات عنها .
[ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي ، أخبرنا ، أخبرنا] إسماعيل بن أحمد الحيري محمد بن الحسين السلمي [ قال ] حج أبو أحمد سنة سبعين ومائتين فمات بمكة بعد انصراف الحاج بقليل ، [ ودفن بأجياد عند الهدف ] .