الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السادس والعشرون في سبب نزول قل يا أيها الكافرون

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس ، وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن سعيد بن مينا ، وعبد الرزاق عن وهب ، وعن ابن إسحاق قالوا :

                                                                                                                                                                                                                              اعترض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة الأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاصي بن وائل السهمي . وكانوا ذوي أسنان في قومهم فدعوه إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء فقالوا : هذا لك يا محمد وكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة فيها صلاح . قال ما هي؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة . وفي لفظ : هلم يا محمد فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر ، فإن كان الذي نعبده خيرا مما تعبد كنت قد أخذت منه بحظك وإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد كنا قد أخذنا منه بحظنا .

                                                                                                                                                                                                                              فأنزل الله تعالى : قل يا أيها الكافرون لا أعبد في الحال ما تعبدون من الأصنام ولا أنتم عابدون في الحال ما أعبد وهو الله تعالى وحده ولا أنا عابد في الاستقبال ما عبدتم ولا أنتم عابدون في الاستقبال ما أعبد
                                                                                                                                                                                                                              علم الله تعالى منهم أنهم لا يؤمنون وإطلاق ما على الله تعالى على جهة المقابلة لكم دينكم الشرك ولي دين الإسلام ، وهذا قبل أن يؤمر بالحرب ، وحذف ياء الإضافة السبعة ، وقفا ووصلا وأثبتها يعقوب في الحالين . [ ص: 426 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية