الباب الثامن في أمره- صلى الله عليه وسلم- أن يصب عليه الماء لتقوى نفسه فيعهد إلى الناس .
روى الشيخان وابن سعد عن والحاكم - رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة لحفصة ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى جعل يشير إلينا أن قد فعلتم ، ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم . لما ثقل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واشتد وجعه قال : «أهريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن ، لعلي أعهد إلى الناس» قالت : فأجلسناه في مخضب
وروى عنها قالت : قال النبي- صلى الله عليه وسلم- في مرضه : ابن إسحاق وعرف أن نفسه يريد ، فبكى وقال : بل نفديك بأنفسنا وأبنائنا فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : «على رسلك يا أبو بكر سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبا بكر فإني لا أعلم امرءا أفضل عندي يدا في الصحابة من أبي بكر أبي بكر» وفي رواية : «صبوا علي من سبع قرب [ ص: 241 ] من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم» قالت : فأقعدناه في مخضب لحفصة فصببنا عليه الماء صبا أو شننا عليه الماء شنا فوجد راحة فخرج عاصبا رأسه وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء من أصحاب أحد ودعا لهم ثم قال : «أما بعد فإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها ، فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم ، إلا في حد ألا إن عبدا من عباد الله قد خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله» ففهمها خليلا أبا بكر ولكن صحبة وإخاء وإيمان حتى يجمع الله بيننا عنده» . «لو كنت متخذا من العباد خليلا لاتخذت
وروى البخاري عن والبيهقي - رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبي بكر ، خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبا بكر أبي بكر» . خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بعصابة دسماء ملتحفا بملحفة على منكبيه ، فصعد المنبر ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال : «إنه ليس من الناس أحد أمن علي بنفسه وماله من
وروي عن رضي الله تعالى عنه- عروة بن الزبير- وهو في وجعه ، فخرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر وقد كان الناس قالوا في إمرة أسامة بن زيد أسامة : أمر غلاما حدثا على جلة المهاجرين والأنصار فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أيها الناس أسامة فلعمري لئن قلتم في إمارته فقد قلتم في إمارة أبيه من قبله وإنه لخليق بالإمارة وإن كان أبوه لخليق الإمارة ثم نزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وانكمش الناس في جهازهم واستقر برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجعه ، فخرج وخرج جيشه معه حتى تدلوا الجرف من أنفذوا بعث المدينة على فرسخ ، فضرب به عسكره وتتام إليه الناس ، وثقل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فقام أسامة والناس ينتظرون ما الله قاض في رسول الله- صلى الله عليه وسلم- . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استبطأ الناس في بعث
وروى عن - رضي الله تعالى عنها- قالت : أم سلمة بأحد ثم قال : إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار العبد ما عند الله ، فبكى فعجبنا لبكائه ، وقال : بأبي أنت وأمي نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا ، فكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا [ ص: 242 ] برسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : على رسلك» . أبو بكر خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عاصبا رأسه بخرقة فلما استوى على المنبر تحدق الناس بالمنبر واستنكفوا حوله فقال : والذي نفسي بيده إني لقائم على الحوض الساعة ثم تشهد ، فلما قضى تشهده كان أول ما تكلم به أن استغفر للشهداء الذين قتلوا
في : بيان غريب ما سبق
الوكاء . . . . . . . . . .
أحدق من الحدقة وهي العين والتحديق : شدة النظر .
استنكف حوله بمعنى : أحاط عليه .
أهرق يقال : هراق الماء يهريقه- بفتح الهاء ، هراقة أي صبه .