الثالث عشر : في -رضي الله تعالى عنها- بما تصنعه بعد موتها ، ومن صلى عليها ، ومن دخل قبرها ، وموضعه أسماء بنت عميس وفاتها -رضي الله تعالى عنها- ووصيتها إلى
روى بأسانيد رجال أحدها رجال الصحيح ، عن الطبراني عائشة ، عن والبخاري عن الزهري عن عروة -رضي الله تعالى عنها- قالت : توفيت السيدة عائشة فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، وفي رواية : ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة ، ودفنها -رضي الله تعالى عنه- ليلا . علي بن أبي طالب
وروى برجال الصحيح إلا أن الطبراني جعفرا الصادق لم يدرك القصة ، ففيه انقطاع عن جعفر بن محمد- رحمهما الله تعالى- قال : مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر ، وما رئيت ضاحكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا أنهم قد أمتروا في طرف نابها .
وروى عن الطبراني عبد الله بن محمد بن عقيل -رحمه الله تعالى- منقطعا؛ لأن عبد الله لم يدرك القصة ، أن فاطمة -رضي الله تعالى عنها- لما حضرتها الوفاة أمرت فوضع لها غسلا ، فاغتسلت وتطهرت ، ودعت بثياب أكفانها فأتيت بثياب غلاظ خشن ، فلبستها ومست من حنوط ، ثم أمرت عليا أن لا يكشف عورتها إذا قبضت ، وأن تدرج كما هي في ثيابها ، فقلت له : هل علمت أحدا فعل ذلك ؟ قال : نعم ، عليا وكتب في أطراف أكفانه : يشهد كثير بن العباس ، كثير أن لا إله إلا الله .
وروى الإمام بسند فيه من لم يعرف عن أحمد قالت : اشتكت السيدة أم سلمة فاطمة بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شكواها التي قبضت فيها ، فكنت أمرضها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك ، قالت : وخرج لبعض حاجته ، فقالت : يا أمه ، اسكبي لي غسلا ، فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ، ثم قالت : يا أمي ، أعطني ثيابي الجدد ، فأعطيتها فلبستها ، ثم قالت : يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت ، ففعلت ، واضطجعت واستقبلت القبلة ، وجعلت يدها تحت خدها ، ثم قالت : يا أمه ، إني مقبوضة الآن ، وقد تطهرت ، فلا يكشفني أحد ، فقبضت مكانها ، فجاء علي فأخبرته . علي
وروى عن أبو نعيم فاطمة -رضي الله تعالى عنها- أنها قالت لأسماء : يا أسماء ، إني قد [ ص: 50 ] استقبحت هذا الذي يصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت أسماء : يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ، فدعت بجرائد رطبة فحتتها ، ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت ما أحسن هذا وأجمله ، تعرف به المرأة من الرجل ، فإذا أنا مت فغسليني أنت لفاطمة : ولا يدخل علي أحد ، ثم اصنعي بي هكذا ، فلما توفيت صنع بها ما أمرت بعد أن غسلتها وعلي ، أسماء رضي الله تعالى عنهم . وعلي
الرابع عشر : في أن الله تعالى حرمها وذريتها على النار
روى البزار وتمام في "فوائده" والطبراني وابن عدي والعقيلي عن والحاكم ، ابن مسعود ، في مسند "الزهر" وابن شاهين من طريق آخر عنه ، وابن عساكر في "الكبير" بسند رجاله ثقات ، عن والطبراني -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس "إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله -عز وجل- وذريتها على النار" زاد قال العقيلي : ابن كريب : هذا للحسن ولمن أطاع الله -عز وجل- منهم . والحسين
وفي لفظ : إن الله -عز وجل- غير معذبك ولا ولدك .
وروى أن الإمام الخطيب علي بن موسى المديني -رضي الله تعالى عنه- سئل هذا الحديث فقال : هذا خاص بالحسن رضي الله تعالى عنهما . والحسين