[ ص: 115 ] الثاني عشر : في دعائه صلى الله عليه وسلم إلى القتال وما جاء في تركه
روى الإمام أحمد وأبو يعلى بأسانيد -رجال أحدها رجال الصحيح- عن والطبراني -رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما حتى يدعوهم .
وروى برجال الصحيح غير الطبراني عثمان بن يحيى القرقساني وهو ثقة عن -رضي الله تعالى عنه- قال : أنس بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- إلى قوم يقاتلهم ثم بعث إليه رجلا فقال : لا تدعه من خلفه ، وقل له : لا يقاتلهم حتى يدعوهم .
وروى الإمام أحمد وحسنه عن والترمذي أبي البختري -رحمه الله تعالى- أبا عبد الله ، ألا نشهد إليهم ، قال : لا ، فدعاهم ثلاثة أيام إلى مثل هذا ، فلما كان اليوم الرابع قال للناس : انهضوا إليهم ففتحوا القصر . أن جيشا من جيوش المسلمين كان أميرهم سلمان ، حاصروا قصرا من قصور فارس ، وفي لفظ : «حصنا أو مدينة» فقال المسلمون : ألا نشهد إليهم ، فقال : دعوني أدعوهم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم ، فأتاهم فقال : إنما أنا رجل فارسي منكم ، فهداني الله -عز وجل- للإسلام وترون العرب يطيعوني ، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا ، وعليكم مثل الذي علينا ، وإن أبيتم إلا دينكم تركناكم عليه ، وأعطونا الجزية عن يد وأنتم صاغرون ، ورطن بالفارسية ، وأنتم غير محمودين ، وإن أبيتم نابذناكم على سواء ، إن الله لا يحب الخائنين ، قالوا : ما نحن بالذي نعطي الجزية ولكنا نقاتلكم ، قالوا : يا