وفي حديث أم جندب الأزدية أنه رواه الفضل بن العباس ، الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه ، فإنهما كانا يتناوبان . والبيهقي
قلت : وروى مسلم وابن سعد عن والبيهقي قال : جابر ، وفي حديث «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على راحلته يوم النحر» ويقول لنا : «خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه» أم جندب : ، ورأيت بين أصابعه حجرا فرمى ورمى الناس» وإذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف» . فازدحم الناس فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا
وفي حديث حذافة بن عبد الله العلائي . أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رمى جمرة العقبة في بطن الوادي يوم النحر على ناقة له صهباء ، لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك
قلت : . «ولم يقف عند جمرة العقبة ، ثم رجع إلى منى فخطب الناس خطبة بليغة»
وروى عن الإمام أحمد ، عبد الرحمن بن معاذ ، عن رجل من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : . خطب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الناس بمنى وأنزلهم منازلهم ، فقال : «لينزل المهاجرون هاهنا» وأشار إلى يمين القبلة ، «والأنصار هاهنا» وأشار إلى ميسرة القبلة ، «ثم لينزل الناس حولهم» ، وعلمهم مناسكهم ، ففتحت أسماع أهل منى حتى سمعوه في منازلهم
قال ابن كثير : ولست أدري أكانت قبل ذهابه إلى البيت ، أو بعد رجوعه منه إلى منى ؟ .
قلت : جزم- صاحب الهدي : «بأنها كانت قبل ذهابه إلى البيت ، وكان عمرو بن خارجة تحت جران ناقة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهي تقصع بجرتها وإن لعابها ليسيل بين كتفيه قال الحافظ : قال بعض الشراح : إنه والصواب : أنه بلال ، فقال- صلى الله عليه وسلم- وهو على ناقته العضباء بعد أن حمد الله وأثنى عليه : أبو بكرة- محمد- وأحسبه قال : وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه» ، ثم قال : «ألا هل بلغت ؟ » قلنا : نعم ، قال : «اللهم فاشهد» . رواه الإمام «إلا أن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ، والسنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم . ثلاث متواليات : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ألا أي ، وفي رواية : ألا تدرون ، وفي رواية : أتدرون أي يوم هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال : «أليس هذا يوم النحر ؟ » قلنا : بلى ، قال : «أي شهر هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى [ ص: 476 ] ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : «أليس ذو الحجة ؟ » قلنا : بلى ، قال : «فأي بلد هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه . قال : «أليس البلدة ؟ » قلنا : بلى . قال فإن دماءكم وأموالكم- قال والشيخان . أحمد
وروى الإمام أحمد ، عن والبخاري ، رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس- . «خطب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم النحر ، فقال : «أيها الناس : أي يوم هذا ؟ قالوا يوم حرام ، قال : فأي بلد هذا ؟ قالوا بلد حرام ، قال : فأي شهر هذا ؟ قالوا : شهر حرام ، قال : «فإن دماءكم ، وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا ، في شهركم هذا» . فأعادها مرارا ، ثم رفع رأسه [إلى السماء] فقال : «اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ؟ »
وروى الشيخان نحوه عن رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عمر- كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، ألا هل بلغت ثلاثا ؟ » كل ذلك يجيبونه ألا نعم قال : «ويحكم أو قال : ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» . الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع : «ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة ؟ » قالوا شهرنا هذا ، قال : « ألا أي بلد تعلمونه أعظم حرمة ؟ » قالوا : بلدنا هذا ، قال : « ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة ؟ » قالوا : يومنا هذا ، قال : «فإن
ثم انصرف إلى النحر بمنى ، فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده بالحربة وكان ينحرها قائمة معقولة اليسرى وكان عدد هذا الذي نحره عدد سنين عمره- صلى الله عليه وسلم- ثم أمسك وأمر عليا أن ينحر ما بقي من المائة ، ثم أمره أن يتصدق بجلالها وجلودها ولحومها ، في المساكين ، وأمره أن لا يعطي الجزار في جزارتها شيئا منها ، وقال : . «نحن نعطيه من عندنا ، وقال : من شاء اقتطع»
قلت : في حديث عن ابن جريج جعفر بن محمد عن ثم أمر من كل بدنة ببضعة ، فجعلت في قدر ، فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها والله تعالى أعلم . جابر
قال قلت من الذي أكل مع النبي- صلى الله عليه وسلم- وشرب من المرق ؟ قال ابن جريج : جعفر : [ ص: 477 ] أكل مع النبي- صلى الله عليه وسلم- وشرب من المرق . علي بن أبي طالب
وقول رضي الله تعالى عنه- أنس- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نحر بيده سبع بدن قياما .
حمله أبو محمد- رحمه الله تعالى- على أنه- صلى الله عليه وسلم- لم ينحر بيده أكثر من سبع بدن كما قال وأنه أمر من ينحر ما بعد ذلك إلى تمام ثلاث وستين ، ثم زال عن ذلك المكان ، وأمر أنس فنحر ما بقي ، أو أنه لم يشاهد إلا نحره- صلى الله عليه وسلم- سبعا فقط بيده ، وشاهد عليا تمام نحره- صلى الله عليه وسلم- للباقي ، فأخبر كل واحد منهما بما رأى وشاهد ، وأنه- صلى الله عليه وسلم- نحر بيده مفردا سبع بدن كما قال أنس ثم أخذ هو جابر الحربة معا فنحرا كذلك تمام ثلاث وستين كما قال وعلي عروة بن الحارث الكندي أنه شاهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يومئذ أخذ بأعلى الحربة ، وأمر فأخذ بأسفلها ، ونحرا بها البدن ، ثم انفرد علي بنحر الباقي من المائة عليا كما قال جابر .
وحديث عبد الله بن قرط- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرب له بدنات خمس فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ ، فلما وجبت جنوبها ، تكلم بكلمة خفية لم أفهمها .
فقلت : ما قال ؟ قال من شاء اقتطع لا يلزم منه أنه نحر خمسا فقط ، فإن المائة لم تقرب إليه جملة ، وإنما كانت تقرب إليه أرسالا ، فقرب منها خمس بدنات رسلا ، وكان ذلك الرسل يبادرن ويتقربن إليه ، لكي يبدأ بكل واحدة منهن .