الثالث : في سيرته- صلى الله عليه وسلم- في صيامه يوم عاشوراء :
روى الأئمة : مالك ، والشافعي ، والشيخان ، وأحمد ، وأبو داود ، والترمذي عن وابن ماجه ، رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة- . «كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصومه في الجاهلية- فلما قدم المدينة صامه ، وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة ، وترك عاشوراء ، فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه»
وروى الإمامان : الشافعي ، والشيخان ، وأحمد وأبو داود ، عن وابن ماجه ، رضي الله تعالى عنهما- ابن عمر- . «إن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صامه والمسلمون قبل أن ينزل فرض رمضان ، فلما افترض رمضان ، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «إن عاشوراء من أيام الله فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه»
وروى عن مسلم رضي الله تعالى عنه- قال : جابر بن سمرة- . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ، ويحثنا عليه ، ويتعاهدنا عنده» فلما فرض رمضان لم يأمرنا ، ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده
وروى ابن أبي عاصم ، عن وابن منده ، رزينة خادم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رضي الله تعالى [ ص: 431 ] عنها- قالت : . إن كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليصومه- يعني عاشوراء ، ويأمرنا بصيامه ، حتى إن كان ليدعو بصبيانه وصبيان فاطمة المراضع في ذلك اليوم ، فيتفل في أفواههم ، ويقول لأمهاتهم : لا ترضعوهم إلى الليل وكان ريقه يجزئهم»
وروى والشيخان ، الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن وابن ماجه ، رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس- موسى شكرا ، فنحن نصومه ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «نحن أحق وأولى بموسى منكم» فصامه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه» . «قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء ، فقال : «ما هذا اليوم ؟ » قالوا : يوم صالح نجى الله عز وجل فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم ، فصامه
وروى عن الإمام أحمد ، رضي الله تعالى عنه- قال : أبي هريرة- موسى ، وبني إسرائيل من الغرق ، وأغرق فيه فرعون ، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى شكرا لله عز وجل ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «أنا أحق بموسى ونوح ، وأحق بصيام هذا اليوم ، فأمر أصحابه بالصوم» . «مر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بقوم من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال : «ما هذا من الصوم ؟ » قالوا : هذا يوم نجى الله فيه
وروى الشيخان ، عن رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس- . «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم ، يوم عاشوراء- وهذا الشهر يعني شهر رمضان»
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد ، عن والبزار رضي الله تعالى عنه- علي- . «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصوم عاشوراء ويأمر به»
وروى عن الطبراني ، رضي الله تعالى عنهما- ابن عباس- . «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يكن يتوخى فضل صوم يوم على يوم بعد رمضان إلا عاشوراء»
وروى مسلم ، عن والبرقاني ، رضي الله تعالى عنهما- ابن عباس- [ ص: 432 ] قاله مخافة أن يفوته عاشوراء ، وفي لفظ : «مخافة أن يفوتني» يعني : عاشوراء وأمر بصيامه ، فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-» . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «لئن بقيت» وفي لفظ «إن عشت- إن شاء الله- إلى قابل لأصومن التاسع»