الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السادس في صومه- صلى الله عليه وسلم- التطوع

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في نيته- صلى الله عليه وسلم- صوم التطوع نهارا .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمامان : الشافعي ، وأحمد ، ومسلم ، والأربعة ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «دخل علي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فقال : «هل عندكم من شيء ؟ » فقلنا لا قال : «فإني صائم» ، فلما رجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قلت يا رسول الله : أهديت لنا هدية وجاءنا زور ، وقد خبأت لك شيئا ، قال «ما هو ؟ » قلت : حيسا ، قال : «هاتيه» ، فجئت به فأكل ، قال : «قد كنت أصبحت صائما» .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في صيامه على سبيل الإجمال :

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، والبخاري ، والترمذي ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : قد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفطر من الشهر حتى نظن ألا يصوم ، ويصوم حتى نظن ألا يفطر منه شيئا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو يعلى ، والطبراني ، برجال ثقات- إلا عثمان بن سعيد ضعفه ابن معين ، ووثقه ابن حبان- عنه ، قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم فلا يفطر حتى نقول : ما في نفس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يفطر العام ، ثم يفطر حتى نقول : ما في نفس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يصوم العام ، وكان أحب الصوم إليه في شعبان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم ، والبرقاني ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى يقال : صام ، ويفطر حتى يقال : أفطر» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمامان : مالك ، وأحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، عن عائشة- رضي الله تعالى [ ص: 430 ] عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي ، وأبو يعلى ، عن أسامة بن زيد- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يسرد الصوم فيقال لا يفطر ، ويفطر فيقال لا يصوم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان ، والنسائي ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : ما صام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شهرا كاملا غير رمضان ، وكان يصوم حتى يقول القائل لا والله ما يفطر ، ويفطر حتى يقول القائل لا والله لا يصوم ، زاد النسائي «وما صام شهرا متتابعا غير رمضان منذ قدم المدينة» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية