«العابد » :
«د » اسم فاعل من عبد إذا أطاع. قال تعالى: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين معروفة تواترت بها الأحاديث. ومواظبته صلى الله عليه وسلم على العبادة
«العادل » :
المستقيم الذي لا جور في حكمه ولا عيل، من العدل ضد الجور. قال عمه أبو طالب يمدحه صلى الله عليه وسلم:
حليم رشيد عادل غير طائش يوالي إلها ليس عنه بغافل
[ ص: 486 ] «العارف » : الصبور. قال في الصحاح: يقال أصيب فلان فوجد عارفا أي صابرا. أو العالم، قال الأستاذ أبو القاسم القشيري، قدس الله تعالى سره: المعرفة على لسان العلماء هي العلم، فكل عارف بالله تعالى عالم، وعكسه، وعند هؤلاء يعني الصوفية المعرفة صفة من عرف الحق سبحانه في معاملاته ثم تنقى من أخلاقه الردية وانقطع عن هواجس نفسه الأبية حتى صار من الخلق أجنبيا، ومن آفات نفسه بريا، فحينئذ يسمى عارفا وحالته معرفة. ومن أماراتها حصول فالهيبة من شرط المعرفة. قال الله تعالى: الهيبة، فمن زادت معرفته ازداد من الله تعالى هيبة ويحذركم الله نفسه كما أن الخوف من شرط الإيمان قال الله تعالى: وخافون إن كنتم مؤمنين والخشية من شرط العلم. قال الله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء والمعرفة توجب السكينة والعلم يوجب السكون.قال الشبلي رحمه الله تعالى: ليس لعارف علاقة، ولا لمحب شكوى، ولا لراج قرار، ولا من الله تعالى فرار.
وقال ذو النون المصري رحمه الله تعالى: ركضت أرواح الأنبياء في ميدان المعرفة فسبقت روح محمد صلى الله عليه وسلم إلى روضة الوصال.
فإن قيل: فالجواب قال الشيخ أيهما أفضل: العارف بالله تعالى أم العالم بأحكام الله تعالى؟ عز الدين بن عبد السلام قدس الله تعالى سره: العارف أفضل، لأن العلم يشرف بشرف معلومه، والمعرفة: العلم بصفات الله تعالى، والعلم بها أفضل من كل معلوم سواها لتعلقه بأشرف المعلومات.
وأما قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء فالمراد العلماء العارفون به وبصفاته. كما روي عن رضي الله تعالى عنهما، لا يجوز الحمل على من سواهم لأن الغالب عليهم عدم الخشية وخبر الله تعالى صدق فلا يحمل إلا على من عرفه وخشيه. ابن عباس
وقول بعضهم: العمل المتعدي خير من العمل القاصر يرده أن الإيمان أفضل الأعمال وهو قاصر، وقد قدم عليه الصلاة والسلام التسبيح عقيب الصلوات وفضله على التصدق بفضول الأموال مع تعدي نفعه إلى الفقراء.
«العاضد » :
«عا » المعين، اسم فاعل من عضده إذا أعانه، وأصله الأخذ بالعضد وهو ما بين المرفق إلى الكتف، ثم استعير للمعين، يقال: عضدته أي أخذت بعضده وقويته.
«العافي » :
«خا » «عا » المتجاوز عن السيئات الماحي للزلات والخطيئات.
«العالم » . [ ص: 487 ]
«العليم » :
جمع بينها «د » وأشار إليهما «يا » فالأول اسم فاعل من علم ومعناه: المدرك للحقائق الدنيوية والأخروية. والثاني: اسم فاعل للمبالغة. وهذان الاسمان من أسمائه تعالى، المدرك لحقائق الأمور الدنيوية والأخروية والعليم بمعناه الذي له كمال العلم وثباته والعلم الكامل الثابت في نفسه ليس لغيره وسمى بهما نبيه صلى الله عليه وسلم لما حازه من علم العليم وحواه من الاطلاع على ملكوت السماوات والأرض، والكشف عن الأمور المغيبات، وأوتي علوم الأولين والآخرين، وأحاط بما في التوراة والإنجيل والكتب المنزلة وحكم الحكماء وسير الأمم الماضين مع احتوائه على لغة العرب وغريب ألفاظها والإحاطة بضروب فصاحتها والحفظ لأيامها وأمثالها وأحكامها ومعاني أشعارها، مع كلامه صلى الله عليه وسلم في فنون العلوم، كما سيأتي بيان ذلك كله إن شاء الله تعالى. فالعالم معناه في حقه تعالى:
«العامل »
«ع » «ح » قال «ط » ولعله مأخوذ من قوله تعالى: قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل وروى في الشمائل عن الترمذي علقمة رحمه الله تعالى قال: رضي الله تعالى عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص شيئا من الأيام؟ قالت: «كان عمله ديمة وأيكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق عائشة . سألت
«العائل » :
«عا » : الفقير قال الله تعالى: ووجدك عائلا فأغنى أي فقيرا فأغناك بما أفاء الله عليك من الغنائم أو أغنى قلبك. قلت: وفي بعد الغنى نظر. تسميته صلى الله عليه وسلم بالعائل
«العبد » :
تقدم الكلام عليه في ترجمة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي لهذا مزيد بيان في بيان أبواب الإسراء.
«عبد الله » :
قال الله تعالى: وأنه لما قام عبد الله والكلام عليه كالكلام على ما قبله وقد أشبعت القول على لفظ الاسم الكريم في القول الجامع.
وروى عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو داود . أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن
ونقل الإمام الحسين بن محمد الدمغاني رحمه الله تعالى في كتابه «شوق العروس وأنس النفوس » عن رحمه الله تعالى قال: اسم النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العرش: كعب الأحبار
عبد الحميد وعند سائر الملائكة عبد المجيد، وعند الأنبياء عبد الوهاب، وعند الشياطين عبد القهار وعند الجن عبد الرحيم، وفي الجبال عبد الخالق وفي البر عبد القادر وفي البحر عبد المهيمن، وعند الحيتان عبد القدوس، وعند الهوام عبد الغياث، وعند الوحوش [ ص: 488 ] عبد الرزاق، وعند السباع عبد السلام، وعند البهائم عبد المؤمن، وعند الطيور عبد الغفار، وكذا نقله في القول البديع وهو غريب جدا! ثم رأيت نقله في «التبصرة » عن كعب أيضا. ابن الجوزي
«العدة »
«عا » بضم العين: الذخيرة المعد لكشف الشدائد والبلايا والمرصد لإماطة المحن والرزايا.
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه ذخر أمته في القيامة والمتكفل لها بالنجاة والسلامة.
«العدل » :
الدائن الكافي في الشهادة أو المستقيم الصدر في الأصل، وهو من أسمائه تعالى ومعناه البالغ في العدل ضد الجور أو الاستقامة، أقصى غاياته. والذي يفعل ما يريد وحكمه ماض في العبيد.
«العربي » :
في أحاديث الإسراء أن موسى عليه الصلاة والسلام قال: مرحبا بالنبي العربي. رواه في جزئه، وهو منسوب إلى العرب وهم خلاف العجم. الحسن بن عرفة
والعرب أقسام: عاربة وعرب وهم الخلص، وهم تسع قبائل من ولد إرم ومن ولد سام بن نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهي: عاد وثمود وأميم وعبيد وطسم، بطاء مفتوحة فسين ساكنة مهملتين، وجديس، بجيم فدال مهملة فتحتية فسين مهملة وزن أمير، وعمليق، بعين مهملة مكسورة فميم ساكنة فلام فتحتية فقاف. وجرهم، بجيم مضمومة فراء ساكنة، ووبار بموحدة وراء مبني على الكسر.
ومنهم تعلم إسماعيل صلى الله عليه وسلم العربية. قال عبد الملك بن حبيب رحمه الله تعالى: كان اللسان الأول الذي نزل به آدم من الجنة عربيا إلى أن بعد وطال العهد حرف وصار سريانيا وهو منسوب إلى أرض سورنة وهي أرض الجزيرة، وبها كان نوح صلى الله عليه وسلم وقومه قبل الغرق. قال:
وكان يشاكل اللسان العربي إلا أنه محرف وقد كان لسان جميع من في السفينة إلا رجلا واحدا يقال له جرهم فكان لسانه لسان العرب الأول فلما خرجوا تزوج إرم بن نوح بعض بناته وصار اللسان في ولده عوص بن عاد وعبيد وجاثر بجيم وثاء مثلثة وثمود وجديس. وسميت عاد باسم جرهم لأنه كان جدهم من الأم: وبقي اللسان السرياني في ولد أرفخشذ بن سام إلى أن وصل إلى قحطان من ذريته وكان باليمن فنزل هناك بنو إسماعيل فتعلم منه بنو قحطان اللسان العربي.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: وعلى هذا يحمل قول الصحاح: ويعرب بن قحطان أي من أهل اللسان السرياني. أول من تكلم بالعربية
وبنو قحطان هم القسم الثاني من العرب وهم المتعربة. قال في الصحاح: وهم الذين ليسوا بخلص. [ ص: 489 ]
والثالث: المستعربة وهم الذين ليسوا بخلص أيضا. كما قال في الصحاح.
قال : وهم بنو إسماعيل وهم ولد ابن دحية معد بن عدنان، وقال النحاس رحمه الله تعالى: عربية إسماعيل هي التي نزل بها القرآن، وأما عربية حمير وبقايا جرهم فغير هذه العربية، وليست فصيحة، وإلى هذا مال الزبير في كتاب النسب واحتج له ولم يعول على غيره، وكذلك أبو بكر بن أشتة في كتاب المصاحف.
وتقدم في ترجمة إسماعيل عليه الصلاة والسلام، ولهذا مزيد بيان يأتي.
«العروة الوثقى » :
العقد الوثيق المحكم في الدين أو السبب الموصل إلى رضا الله تعالى.
وحكى الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله تعالى في قوله تعالى: فقد استمسك بالعروة الوثقى أنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقيل هي الإسلام.
«العزيز » :
أي القوي، فعيل بمعنى فاعل من عز يعز عزا وعزة وعزازة. وهي الحالة المانعة للإنسان من أن يغلب أو يقهر، من قولهم أرض عزاز أي صلبة ممتنعة. أي هو الخطير الذي يقل وجوده ويكثر نفعه وجوده. أو الغالب من قولهم: «من عز بز » أي من غلب سلب. قال الله تعالى: ولله العزة ولرسوله أي الامتناع وجلالة القدر. وأما قوله تعالى: إن العزة لله جميعا فالمراد العزة الكاملة التي يندرج فيها عز الإلهية والخلق والإحياء والإماتة والبقاء الدائم، وما أشبه ذلك مما هو مختص به تعالى.
وهو ما سماه الله تعالى به من أسمائه، ومعناه في حقه تعالى: الممتنع الغالب. أو الذي لا نظير له. أو المعز لغيره. والمعاني صحيحة في حقه صلى الله عليه وسلم.
«العصمة »
«عا » بكسر العين وسكون الصاد: الذي يستمسك الأولياء بحبل كرامته فالعصمة بمعنى عاصم، كقولهم رجل عدل بمعنى عادل. ويلوذ العصاة بحمى شفاعته صلى الله عليه وسلم.
روى ابن سعد أن والطبراني أبا طالب عمه صلى الله عليه وسلم استسقى به في صغره لما تتابعت عليهم السنون فأهلكتهم فخرج به صلى الله عليه وسلم إلى أبي قبيس وطلب السقيا بوجهه فسقوا، فقال يمدحه صلى الله عليه وسلم:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
«عصمة الله تعالى » :
في «الفردوس » بلا سند عن رضي الله تعالى عنه: أنس أنا عصمة الله أنا حجة الله .
«العطوف » :
«عا » الشفوق صفة مشبهة من العطف وهو الانثناء يقال: عطف الغصن إذا مال. وعطفا الإنسان جانباه من لدن رأسه إلى وركه ثم استعير للين والشفقة إذا عدي بعلى وإذا عدي بعن كان على الضد من ذلك. وسمي به صلى الله عليه وسلم لكثرة شفقته بأمته ورأفته كما قال شاعره رضي الله تعالى عنه يرثيه صلى الله عليه وسلم: حسان بن ثابت
عطوف عليهم لا يثني جناحه إلى كنف يحنو عليهم ويمهد
«العظيم » :
الجليل الكبير. وقيل عظمة الشيء كون الشيء كاملا في نفسه مستغنيا عن غيره. وتقدم الفرق بينه وبين الجليل «يا » «د » : وقع في أول سفر من التوراة: «وسيلد عظيما لأمة عظيمة » فهو عظيم وعلى خلق عظيم وهو مما سماه الله تعالى به من أسمائه ومعناه في حقه:
الجليل الشأن أو الذي كل شيء دونه أو البالغ أقصى مراتب العظمة، فلا تتصوره الأفهام ولا تحيط بكنهه الأوهام: أو الذي ليس لعظمته بداية ولا لكبريائه نهاية.
«العفو »
«يا » «د » هو مثل العافي إلا أنه أبلغ منه، يقال عفا عن الذنب فهو عاف وعفو.
فالأول يدل على أصل العفو فقط. والثاني يدل على تكريره وكثرته بالإضافة إلى كثرة الذنوب وتكررها حتى أن من لم يعف إلا عن نوع من الذنب فقط يسمى بالأول دون الثاني.
والفرق بين العفو والحلم والاحتمال كما قاله القاضي: أن العفو ترك المؤاخذة، والحلم حالة توقر وثبات عن الأسباب المحركة للمؤاخذة. والاحتمال: حبس النفس عن الآلام المؤذيات. ومثله الصبر، ومر الفرق بينه وبين الصفح. وسيأتي الفرق بينه وبين الغفور.
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك كما قال رضي الله تعالى عنه: حسان بن ثابت
عفو عن الزلات يقبل عذرهم وإن أحسنوا فالله بالخير أجود
«العفيف »
«د » : الذي كف نفسه عن المكروهات، ومنعها عن اقتحام الشبهات، اسم فاعل من العفة، وهي حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة، يقال عف وكف فهو عف وعفيف، قال كعب رضي الله تعالى عنه يمدحه صلى الله عليه وسلم:
لنا حرمة لا تستطاع يقودها نبي أتى بالحق عف مصدق
«العلامة »
«ط » «عا » بالتخفيف: الشاهد والعلم الذي يهتدى به ويستدل به على الطريق وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه دليل على طريق الهدى.
«العلم » :
«ع » بفتح أوله وثانيه: العلامة التي يهتدى به أو العلم المشهور أو السيد المذكور.
«علم الإيمان » .
«علم اليقين » .
«العلي »
«ع » «د » الكبير المرتفع الرتبة على سائر الرتب الذي جل مقداره عن الشكوك والريب، وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الذي علا عن الدرك ذاته وكبرت عن التصور صفاته، أو الذي تاهت الالباب في جلاله وكلت الألسن عن وصف جماله.
«العماد » :
«ع » السيد الذي يعتمد عليه ويهرع في الشدائد إليه.
«العمدة » :
«ع » السيد الشجاع، والبطل المطاع والركن الذي يعتمد عليه ويهرع في الشدائد إليه.
«العين » :
«ع » تطلق في الأصل بالاشتراك على معان، منها: الباصرة وحاسة البصر، وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه بصر أمته بهدايته طرق الهدى، وجنبهم سبل الردى، كما يستدل بحاسة البصر على ما فيه النفع والضرر. أو لشرف هذه الأمة به على سائر الأمم، كما قال تعالى:
كنتم خير أمة أخرجت للناس كما شرف الرأس بالعين على سائر الجسد، وفي هذه الآية دليل على صلى الله عليهم وسلم: أفضلية نبينا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء آدم فمن دونه، من قبل أن خيرة أمته بحسب كمال دينه وذلك تابع لكمال نبيهم الذي يتبعونه.
ومنها: الذهب والخيار من كل شيء وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لكونه أفضل الأنبياء وأشرفهم، ومنه: فلان عين الناس أي خيارهم.
والسيد وسمي به لأنه صلى الله عليه وسلم سيد الناس. والكبير في قومه وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه أجل الخلق وأعظمهم. والإنسان. ومنه: «وما بها من عين » أي أحد وسمي به صلى الله عليه وسلم من تسمية الخاص باسم العام. لكونه أشرفهم كما مر. والماء الجاري لأنه طاهر في نفسه مطهر لغيره. والجماعة من الناس وسمي أي النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه لمهابته وشدة جلالته يحسبه الرائي في جماعة تخشى سطوتها وتهاب شوكتها، كما قال رحمه الله تعالى. [ ص: 492 ] البوصيري
كأنه وهو فرد في جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه منبع الحكمة ومعدن الرحمة. والشمس وسمي صلى الله عليه وسلم به كما مر لعلوه وشرفه وكثرة النفع به صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم.
«عين العز » .