الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس في آداب متفرقة تتعلق بالسفر

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في وداعه من أراد سفرا .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، وأبو يعلى - بسند جيد - عن معاذ رضي الله تعالى عنه قال : لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معه يوصيه ، ومعاذ راكب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راحلته - الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسدد عن رجل من الأنصار ، عن أبيه رضي الله تعالى عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودع رجلا ، فقال : «زودك الله التقوى ، وغفر لك ، ويسر لك الخير حيث ما كنت .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي - وقال حسن صحيح - والنسائي ، والحاكم ، والبيهقي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يودعنا ، وفي رواية عنه أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة لي فأخذ بيدي ، وقال : «أستودع الله دينك ، وأمانتك ، وخواتيم عملك » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال ثقات عن قتادة الرهاوي رضي الله تعالى عنه ، قال : لما عقد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومي أخذت بيده فودعته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «جعل الله التقوى رداءك ، وغفر ذنبك ، ووجهك للخير حيث ما توجهت » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : جاء غلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أريد هذه الناحية للحج ، قال : فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرفع رأسه إليه ، فقال : «يا غلام زودك الله التقوى ، ووجهك في الخير » ، في رواية : «للخير ، وكفاك الهم » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : « أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والترمذي - وحسنه - والنسائي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أريد أن أسافر فأوصني ، قال : «عليك بتقوى الله ، والتكبير على كل شرف » ، فما ولى الرجل قال : «اللهم أطوله البعيد ، وهون عليه السفر » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي - وحسنه - قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد سفرا فزودني قال : «زودك الله التقوى » ، قال : زودني قال : «وغفر ذنبك » ، قال : زودني ، بأبي أنت وأمي ، قال : «ويسر لك الخير حيث ما كنت » .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية