الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثامن في لبسه صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              وفيه نوعان :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في لبسه صلى الله عليه وسلم قباء الديباج المفرج - قبل التحريم - ثم تركه له .

                                                                                                                                                                                                                              روى عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروج حرير فلبسه ، فصلى فيه ، ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له وقال : «لا ينبغي هذا للمتقين » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء ديباج أهدي له ثم أوشك أن نزعه فأرسل به إلى عمر رضي الله تعالى عنه فقيل : قد أوشك ما نزعته يا رسول الله ، فقال : «نهاني عنه جبريل عليه السلام » ، فجاءه عمر يبكي ، فقال : يا رسول الله ، كرهت أمرا وأعطيتنيه فما لي ؟ فقال : «إني لم أعطكه لتلبسه ، إنما أعطيتكه لتبيعه » ، فباعه عمر رضي الله تعالى عنه بألفي درهم .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في إعطائه القباء لغيره .

                                                                                                                                                                                                                              روى النسائي عن المسور بن مخرمة رضي الله تعالى عنهما قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية ، ولم يعط مخرمة شيئا ، فقال مخرمة : يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت معه فقال : ادخل فادعه لي ، فدعوته ، فخرج إليه وعليه قباء ، فقال : خبأت هذا لك ، قال : فنظر إليه فقال : «رضي مخرمة » .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية