روى ابن سعد عن أبي عبد الرحمن المدني قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وفد إليه عبد العزى بن بدر بن زيد بن معاوية الجهني من بني الربعة بن زيدان بن قيس بن جهينة ، ومعه أخوه لأمه أبو روعة ، وهو ابن عم له . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد العزى : «أنت عبد الله » .
ولأبي روعة : «أنت رعت العدو إن شاء الله» . وقال : «من أنتم ؟ » قالوا : بنو غيان . قال : «أنتم بنو رشدان » .
وكان اسم واديهم غوى ، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم : - رشدا - وقال لجبلي جهينة :
« الأشعر والأجرد : هما من جبال الجنة لا تطؤهما فتنة» . وأعطى اللواء يوم الفتح عبد الله بن بدر وخط لهم مسجدهم ، وهو أول مسجد خط بالمدينة .
وروى ابن سعد عن رجل من جهينة من بني دهمان عن أبيه وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم قال : عمرو بن مرة الجهني : كان لنا صنم وكنا نعظمه وكنت سادنه ، فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كسرته وخرجت حتى أقدم المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وآمنت بما جاء به من حلال وحرام ، فذلك حين أقول :
شهدت بأن الله حق وأنني لآلهة الأحجار أول تارك وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا
إليك أجوب الوعث بعد الدكادك لأصحب خير الناس نفسا ووالدا
رسول مليك الناس فوق الحبائك
رضي الله تعالى عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « عمران بن حصين جهينة مني وأنا منهم ، غضبوا لغضبي ورضوا لرضائي ، أغضب لغضبهم . من أغضبهم فقد أغضبني ، ومن أغضبني فقد أغضب الله» . رواه وعن برجال ثقات غير الطبراني الحارث بن معبد فيحرر حاله .
تنبيه : في بيان غريب ما سبق :
بنو الربعة : [بالتحريك حي من الأزد ] . [ ص: 317 ]
زيدان : بلفظ تثنية زيد .
أبو روعة : [بفتح الراء وسكون الواو ، وبالعين المهملة فتاء تأنيث] .
بنو غيان : بغيم معجمة فمثناة تحتية مشددة فألف فنون .
أجوب : بألف فجيم مضمومة فواو موحدة : أكشف .
الوعث : [بفتح الواو وسكون العين المهملة وبالثاء المثلثة] .
الدكادك : [ما تلبد من الرمل بالأرض] .
الحبائك : بحاء مهملة فموحدة مفتوحتين فألف فمثناة تحتية فكاف : الطرق واحدها حبيكة والمراد بها السماء لأن فيها طرق النجوم . [ ص: 318 ]