الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر منقبة لعباد بن بشر - رضي الله عنه

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن إسحاق عن جابر - رضي الله عنه - ومحمد بن عمر عن شيوخه - رحمهما الله تعالى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصاب في نخل المشركين في هذه الغزوة امرأة ، وكان زوجها غائبا ، فلما أتى أخبر الخبر ، وقفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحلف زوجها لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - دما ، فخرج يتبع أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

                                                                                                                                                                                                                              فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلا ليلة ذات ريح في شعب استقبله . فقال : «من رجل يكلأنا” ؟ فقام عباد بن بشر ، وعمار بن ياسر - رضي الله عنهما - فقالا ، نحن يا رسول الله نكلؤك ،

                                                                                                                                                                                                                              وجعلت الريح لا تسكن ، وجلس الرجلان على فم الشعب ، فقال أحدهما لصاحبه : أي الليل أحب إليك أن أكفيك أوله ، وتكفيني آخره ؟ قال : اكفني أوله ، فنام عمار بن ياسر ، وقام عباد يصلي ، فأقبل زوج المرأة يطلب غرة ، وقد سكنت الريح ، فلما رأى سواد عباد من قريب قال : يعلم الله إن هذا ربيئة القوم ، ففوق سهما فوضعه فيه ، فانتزعه عباد ، فرماه بآخر فوضعه فيه ، فانتزعه ، فرماه بآخر فانتزعه ، فلما غلبه الدم ركع وسجد ، ثم قال لصاحبه : اجلس فقد أتيت ، فجلس عمار ، فلما رأى الأعرابي عمارا قد قام علم أنه قد تذرا به ، فهرب ، فقال عمار : أي أخي ، ما منعك أن . [ ص: 180 ]

                                                                                                                                                                                                                              توقظني في أول سهم رمي به ؟ قال : كنت في سورة أقرأها وهي سورة الكهف ، فكرهت أن أقطعها حتى أفرغ منها ، ولولا أني خشيت أن أضيع ثغرا أمرني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما انصرفت ، ولو أتي على نفسي .


                                                                                                                                                                                                                              ويقال إن المرمي عمار ، قال محمد بن عمر : وأثبتها عندنا عباد بن بشر - رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن إسحاق عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم صرارا نزل به ، وأمر بذبح جزور ، وأقام عليها والمسلمون يومهم ذلك ، فلما أمسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المدينة ودخلنا معه .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية