الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر محاصرته - صلى الله عليه وسلم - حصن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - الذي صار في سهمه بعد

                                                                                                                                                                                                                              روى البيهقي عن محمد بن عمر قال : لما تحولت يهود من حصن ناعم وحصن الصعب بن معاذ إلى قلة الزبير حاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو حصن في رأس قلة ، فأقام محاصرهم ثلاثة أيام ، فجاء يهودي يدعى غزال فقال : يا أبا القاسم تؤمنني على أن أدلك على ما تستريح به من أهل النطاة وتخرج إلى أهل الشق ، فإن أهل الشق قد هلكوا رعبا منك ؟ فأمنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهله وماله ، فقال اليهودي : إنك لو أقمت شهرا ما بالوا ، لهم دبول [ ص: 123 ]

                                                                                                                                                                                                                              تحت الأرض يخرجون بالليل فيشربون منها ، ثم يرجعون إلى قلعتهم فيمتنعون منك ، فإن قطعت عنهم شربهم أصحروا لك ، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى دبولهم فقطعها ، فلما قطع عليهم مشاربهم خرجوا وقاتلوا أشد قتال .

                                                                                                                                                                                                                              وقتل من المسلمين يومئذ نفر ، وأصيب من اليهود في ذلك اليوم عشرة ، وافتتحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان هذا آخر حصون النطاة .

                                                                                                                                                                                                                              فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النطاة تحول إلى الشق .


                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية