nindex.php?page=treesubj&link=19490الصدق الخامس : في الأعمال ، وهو أن يجتهد حتى لا تدل أعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف هو به لا بأن يترك الأعمال ولكن بأن يستجر الباطن إلى تصديق الظاهر ، وهذا مخالف ما ذكرناه من ترك
nindex.php?page=treesubj&link=18691الرياء ؛ لأن المرائي هو الذي يقصد ذلك ، ورب واقف على هيئة الخشوع في صلاته ليس يقصد به مشاهدة غيره ، ولكن قلبه غافل عن الصلاة ، فمن ينظر إليه يراه قائما بين يدي الله تعالى وهو بالباطن قائم في السوق بين يدي شهوة من شهواته ، فهذه أعمال تعرب بلسان الحال عن الباطن إعرابا هو فيه كاذب ، وهو مطالب بالصدق في الأعمال ، وكذلك قد يمشي الرجل على هيئة السكون والوقار وليس باطنه موصوفا بذلك الوقار ، فهذا غير صادق في عمله وإن لم يكن ملتفتا إلى الخلق ولا مرائيا إياهم ولا ينجو من هذا إلا باستواء السريرة والعلانية بأن يكون باطنه مثل ظاهره أو خيرا من ظاهره .
ومن خيفة ذلك اختار بعضهم تشويش الظاهر ، ولبس ثياب الأشرار كيلا يظن به الخير بسبب ظاهره ، فيكون كاذبا في دلالة الظاهر على الباطن .
إذن : مخالفة الظاهر للباطن إن كانت عن قصد سميت رياء ، ويفوت بها الإخلاص ، وإن كانت عن غير قصد فيفوت بها الصدق .
ولذلك
nindex.php?page=hadith&LINKID=103289قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اجعل سريرتي خيرا من علانيتي ، واجعل علانيتي صالحة " وقال
يزيد بن الحارث إذا استوت سريرة العبد وعلانيته فذلك النصف وإن كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل ، وإن كانت علانيته أفضل من سريرته فذلك الجور ، وأنشدوا .
:
إذا السر والإعلان في المؤمن استوى فقد عز في الدارين واستوجب الثنا فإن خالف الإعلان سرا فما له
على سعيه فضل سوى الكد والعنا فما خالص الدينار في السوق نافق
ومغشوشه المردود لا يقتضي المنا
وقال
عطية بن عبد الغافر إذا وافقت سريرة المؤمن علانيته باهى الله به الملائكة ، يقول : هذا عبدي حقا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن قرة من يدلني على بكاء بالليل بسام بالنهار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16500عبد الواحد بن زيد كان
الحسن إذا أمر بشيء كان من أعمل الناس به ، وإذا نهى عن شيء كان من أترك الناس له .
ولم أر أحدا قط أشبه سريرة بعلانية منه .
وكان
أبو عبد الرحمن الزاهد يقول : إلهي عاملت الناس فيما بيني وبينهم بالأمانة ، وعاملتك فيما بيني وبينك بالخيانة ، ويبكي .
وقال
أبو يعقوب النهرجوري الصدق موافقة الحق في السر والعلانية .
فإذن مساواة السريرة للعلانية أحد أنواع الصدق .
nindex.php?page=treesubj&link=19490
nindex.php?page=treesubj&link=19490الصِّدْقُ الْخَامِسُ : فِي الْأَعْمَالِ ، وَهُوَ أَنْ يَجْتَهِدَ حَتَّى لَا تَدُلَّ أَعْمَالُهُ الظَّاهِرَةُ عَلَى أَمْرٍ فِي بَاطِنِهِ لَا يَتَّصِفُ هُوَ بِهِ لَا بِأَنْ يَتْرُكَ الْأَعْمَالَ وَلَكِنْ بِأَنْ يَسْتَجِرَّ الْبَاطِنَ إِلَى تَصْدِيقِ الظَّاهِرِ ، وَهَذَا مُخَالِفٌ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ تَرْكِ
nindex.php?page=treesubj&link=18691الرِّيَاءِ ؛ لِأَنَّ الْمُرَائِيَ هُوَ الَّذِي يَقْصِدُ ذَلِكَ ، وَرُبَّ وَاقِفٍ عَلَى هَيْئَةِ الْخُشُوعِ فِي صَلَاتِهِ لَيْسَ يَقْصِدُ بِهِ مُشَاهَدَةَ غَيْرِهِ ، وَلَكِنَّ قَلْبَهُ غَافِلٌ عَنِ الصَّلَاةِ ، فَمَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَرَاهُ قَائِمًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ بِالْبَاطِنِ قَائِمٌ فِي السُّوقِ بَيْنَ يَدَيْ شَهْوَةٍ مِنْ شَهَوَاتِهِ ، فَهَذِهِ أَعْمَالٌ تُعْرِبُ بِلِسَانِ الْحَالِ عَنِ الْبَاطِنِ إِعْرَابًا هُوَ فِيهِ كَاذِبٌ ، وَهُوَ مُطَالَبٌ بِالصِّدْقِ فِي الْأَعْمَالِ ، وَكَذَلِكَ قَدْ يَمْشِي الرَّجُلُ عَلَى هَيْئَةِ السُّكُونِ وَالْوَقَارِ وَلَيْسَ بَاطِنُهُ مَوْصُوفًا بِذَلِكَ الْوَقَارِ ، فَهَذَا غَيْرُ صَادِقٍ فِي عَمَلِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُلْتَفِتًا إِلَى الْخَلْقِ وَلَا مُرَائِيًا إِيَّاهُمْ وَلَا يَنْجُو مِنْ هَذَا إِلَّا بِاسْتِوَاءِ السَّرِيرَةِ وَالْعَلَانِيَةِ بِأَنْ يَكُونَ بَاطِنُهُ مِثْلَ ظَاهِرِهِ أَوْ خَيْرًا مِنْ ظَاهِرِهِ .
وَمِنْ خِيفَةِ ذَلِكَ اخْتَارَ بَعْضُهُمْ تَشْوِيشَ الظَّاهِرِ ، وَلُبْسَ ثِيَابِ الْأَشْرَارِ كَيْلَا يُظَنَّ بِهِ الْخَيْرُ بِسَبَبِ ظَاهِرِهِ ، فَيَكُونَ كَاذِبًا فِي دَلَالَةِ الظَّاهِرِ عَلَى الْبَاطِنِ .
إِذَنْ : مُخَالَفَةُ الظَّاهِرِ لِلْبَاطِنِ إِنْ كَانَتْ عَنْ قَصْدٍ سُمِّيَتْ رِيَاءً ، وَيَفُوتُ بِهَا الْإِخْلَاصُ ، وَإِنْ كَانَتْ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ فَيَفُوتُ بِهَا الصِّدْقُ .
وَلِذَلِكَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=103289قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَرِيرَتِي خَيْرًا مِنْ عَلَانِيَتِي ، وَاجْعَلْ عَلَانِيَتِي صَالِحَةً " وَقَالَ
يَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ إِذَا اسْتَوَتْ سَرِيرَةُ الْعَبْدِ وَعَلَانِيَتُهُ فَذَلِكَ النَّصَفُ وَإِنْ كَانَتْ سَرِيرَتُهُ أَفْضَلَ مِنْ عَلَانِيَتِهِ فَذَلِكَ الْفَضْلُ ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَانِيَتُهُ أَفْضَلَ مِنْ سَرِيرَتِهِ فَذَلِكَ الْجَوْرُ ، وَأَنْشَدُوا .
:
إِذَا السِّرُّ وَالْإِعْلَانُ فِي الْمُؤْمِنِ اسْتَوَى فَقَدْ عَزَّ فِي الدَّارَيْنِ وَاسْتَوْجَبَ الثَّنَا فَإِنْ خَالَفَ الْإِعْلَانُ سِرًّا فَمَا لَهُ
عَلَى سَعْيِهِ فَضْلٌ سِوَى الْكَدِّ وَالْعَنَا فَمَا خَالِصُ الدِّينَارِ فِي السُّوقِ نَافِقٌ
وَمَغْشُوشُهُ الْمَرْدُودُ لَا يَقْتَضِي الْمَنَا
وَقَالَ
عَطِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ إِذَا وَافَقَتْ سَرِيرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَانِيَتَهُ بَاهَى اللَّهُ بِهِ الْمَلَائِكَةَ ، يَقُولُ : هَذَا عَبْدِي حَقًّا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى بَكَّاءٍ بِاللَّيْلِ بَسَّامٍ بِالنَّهَارِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16500عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ كَانَ
الْحَسَنُ إِذَا أَمَرَ بِشَيْءٍ كَانَ مِنْ أَعْمَلِ النَّاسِ بِهِ ، وَإِذَا نَهَى عَنْ شَيْءٍ كَانَ مِنْ أَتْرَكِ النَّاسِ لَهُ .
وَلَمْ أَرَ أَحَدًا قَطُّ أَشْبَهَ سَرِيرَةً بِعَلَانِيَةٍ مِنْهُ .
وَكَانَ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّاهِدُ يَقُولُ : إِلَهِي عَامَلْتُ النَّاسَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ بِالْأَمَانَةِ ، وَعَامَلْتُكَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ بِالْخِيَانَةِ ، وَيَبْكِي .
وَقَالَ
أَبُو يَعْقُوبَ النَّهْرَجُورِيُّ الصِّدْقُ مُوَافَقَةُ الْحَقِّ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ .
فَإِذَنْ مُسَاوَاةُ السَّرِيرَةِ لِلْعَلَانِيَةِ أَحَدُ أَنْوَاعِ الصِّدْقِ .
nindex.php?page=treesubj&link=19490